المساء اليوم - الدار البيضاء: لا يزال سلوك عميد كلية ابن مسيك للعلوم بالدار البيضاء يثير الاستهجان والسخط بين عموم المغاربة بعد أن رفض تسليم جائزة لطالبة متفوقة لأنها كانت ترتدي الكوفية الفلسطينية. وحدث هذا الموقف في حفل تخرج طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا، حيث كان العميد، محمد الطالبي، ضيف شرف، وتمت المناداة عليه لتسليم طالبة متفوقة جائزتها، غير أن العميد تردد طويلا، وعندما تقدم للمنصة طلب من الطالبة نزع كوفيتها الفلسطينية، وعندما رفضت تراجع عن تسليمها الجائزة وعاد إلى مقعده، وسط ذهول كبير للحاضرين. وتسبب هذا السلوك الشاذ في غضب عارم للرأي العام، الذي وصف العميد بالجبان والأرعن، وجرّ عليه انتقادات واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأثار حفيظة قيادات حزبية وسياسية ونقابية، التي وصفت سلوك العميد بالجبان، مثلما قال وزير العدل السابق، مصطفى الرميد، الذي قال إن هذا الشخص لا يستحق العمادة. وأصدر مكتب الفرع المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بيانًا عبّر فيه عن “استنكاره الشديد للسلوك الأرعن لعميد كلية العلوم ابن امسيك”، معلنا تضامنه اللامشروط مع الطالبة المتفوقة التي تعرضت للاستفزاز من قبل العميد. وشدد البلاغ على أن حمل الكوفية الفلسطينية يُعتبر مفخرة للطالبة ولذويها تنضاف إلى تفوقها الدراسي، داعيا إلى “اتخاذ موقف حازم تجاه هذا السلوك الشاذ من قبل عميد كلية العلوم”. وطالب طلاب المدرسة العليا للتكنولوجيا بالدار البيضاء، بفتح تحقيق في واقعة رفض عميد كلية العلوم بنمسيك، توشيح طالبة متفوقة في مؤسستهم، بسبب حملها للكوفية الفلسطينية. وأصدر مكتب الطلاب في المدرسة العليا للتكنولوجيا بيانا استنكاريا، الأحد، يستنكرون فيه بشدة ما وقع عشية يوم السبت 13 يوليوز بمؤسستهم، وقالوا “شهدنا موقفًا مؤسفًا وغير مقبول من عميد كلية العلوم بنمسيك، الذي رفض تسليم الجائزة لطالبة متفوقة بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية، معتبراً ذلك طرحًا لقضية سياسية”. وأكد الطلاب أن هذا التصرف أثار استياء وغضب الحضور من أطر تعليمية، وأولياء أمور الطلبة، والطلبة أنفسهم، معتبرين أن فيه “إهانة للقيم الأكاديمية والإنسانية التي تقوم عليها مؤسساتنا التعليمية”. ويقول الطلاب إن ارتداء الكوفية الفلسطينية “هو تعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وهو حق يكفله الدستور المغربي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان”، مطالبين بضرورة احترام حقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بشكل سلمي وحضاري. ودعا الطلبة جميع المسؤولين في المؤسسات التعليمية إلى الالتزام بمبادئ النزاهة والعدل واحترام حقوق الطلبة، إلى جانب مطالبتهم بإجراء تحقيق عاجل في هذه الواقعة واتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان عدم تكرار مثل هذه التصرفات المخجلة في المستقبل. ومقابل الاستهجان الكبير للجبن والتخاذل الذي أظهره عميد كلية ابن مسيك، فإن الطالبة المتفوقة حظيت بتعاطف كبير من جانب الرأي العام، كما أن الحاضرين في الحفل وقفوا وصفقوا لها طويلا احتراما لتفوقها وشجاعتها. يذكر أن عميد كلية ابن مسيك للعلوم، محمد الطالبي، كان محط جدل باستمرار خلال السنوات السابقة بسبب اتهامات له بانعدام الكفاءة التي تخوله منصب العمادة، وطالب الكثير من الأساتذة بضرورة عزله فورا لأنه يشكل وصمة عار في جبين التعليم الجامعي.