الرسوم الجمركية الأمريكية.. نقمة في طيها نعمة.. للمغرب على الأقل!

المساء اليوم – أ. فلاح:

لا تزال تبعات فرض الولايات المتحدة الأمريكية رسوما جمركية إضافية على أغلب بلدان العالم تثير ردود فعل متباينة، في الوقت الذي يبدو أن المغرب خرج شبه معافى من هذه العاصفة التجارية العالمية.

وحظي المغرب بأقل نسبة من الرسوم الجمركية الأمريكية، بحيث لم تتجاوز 10 في المائة على صادراته نحو الولايات المتحدة الأمريكية، في الوقت الذي كان جيران المغرب أكثر تضررا، خصوصا الجزائر وإسبانيا وتونس.

وتم فرض رسوم على الصادرات الإسبانية بنسبة تزيد عن 30 في المائة، والجزائر بنسبة 30 في المائة، وتونس بنسبة 28 في المائة.

ويبدو أن الميزان التجاري بين المغرب وأمريكا هو لصالح واشنطن بنسبة كبيرة جدا، مما جعل الزيادة في الرسوم الجمركية لطيفة إلى حد ما بالصادرات المغربية.

غير أن هذه الرسوم، حتى وإن بدت، في مظهرها العام، مجحفة في حق الصادرات المغربية القليلة نحو أمريكا، إلا أنها تحمل في طياتها نعمة كبيرة، حيث يرتقب أن تتحول البلاد إلى قبلة للاستثمارات الأجنبية.

و في حال ثبات واستمرار الرسوم الجمرمية الأمريكية المرتفعة على بلدان صناعية كبيرة مثل الصين وكندا وإسبانيا وغيرها، فإن الحل قد يكون في توجهها نحو الاستثمار في بلدان مثل المغرب، ما يعني أن صادراتها ستطبق عليها مقاييس الرسوم الجمركية المفروضة على المغرب، وهو ما يشكل ربحا كبيرا لها.

وفي إسبانيا مثلا، بدأت الكثير من وسائل الإعلام والصالونات الاقتصادية تتحدث عن المغرب كجنة استثمارية جديدة، طبعا في حال وفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوعوده وأبقى على “رسومه” الجديدة.

هناك مسألة أخرى، وتتعلق بتأثير هذه الرسوم على الوضع الاقتصادي الداخلي للمغرب، والتي قد تدفع بعض المصدرين إلى تفضيل السوق الداخلية على السوق الأمريكية.

ويعتبر المغرب خامس منتج عالمي لزيت الزيتون، وأول مصدر لهذه المادة نحو الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يعني أن هامش ربح المصدرين سيقل، على الأقل، بنسبة 10 في المائة.

نتحدث عن زيت الزيتون، بالخصوص، لأنه صار مادة لا غنى عنها للمواطنين المغاربة، والذين يكتوون بأسعارها المرتفعة وعم يرددون عبارة: ما باليد حيلة..!

هذه مجرد توقعات قد تصدق وقد لا تصدق.. لكن الاحتمالات في هذا المجال قوية، غير أن الأهم في كل هذا هو أن المغرب ينبغي أن يبحث عن حلوله الاقتصادية لنفسه، لأن الظروف الطارئة، مثل الرسوم الأمريكية، قد تختفي بسرعة مثلما ظهرت، ويعود الوضع إلى ما هو عليه.

وحتى الآن.. فإنه يمكن القول، بدون تردد، إن المغرب أكبر مستفيد من ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية..!

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )