المساء اليوم - هيأة التحرير: في واحدة من خرجاته المفاجئة، والتي لم تعد مفاجئة جدا لأنها تتكرر كثيرا، قال الأمين العام لحزب "العدالة والتنمية"، عبد الإله بنكيران، إنه من غير المعقول أن يتحول شخص من مدير شركة إلى زعيم سياسي، والإشارة هنا بالطبع واضحة إلى رئيس الحكومة عزيز أخنوش. وفي نفس الخرجة أضاف بنكيران أن الانتخابات في المغرب لا يزال يتلاعب بها، وطلب من جهات لم يسمها، ربما التماسيح والعفاريت، أن تترك الناس تختار من يمثلها..! ولم ينس رئيس الحكومة الإسلامي الأسبق أن يعرج على بيت حزب "الأصالة والمعاصرة"، لكي يدعو إلى حل هذا الحزب بحجة أنه أساء إلى المغاربة. أخنوش ليس بحاجة لمن يدافع عنه، لكننا فقط نتساءل حول المبدأ الذي يمنع مدير شركة من الوصول إلى الزعامة السياسية، ونحن نعرف أن بنكيران كان يتاجر في "جافيل"، ثم امتلك مطبعة، وبعدها صار مالكا ومديرا لمدرسة خصوصية أو أكثر، أي أنه كان مدير أكثر من شركة، وفي النهاية صار زعيما سياسيا، بل ورئيس حكومة في واحدة من أكثر اللحظات حرجا في تاريخ المغرب. هل يحق، إذن، أن تضحك المسلوخة على المذبوحة..!؟ هذا ما يفعله بنكيران اليوم، وهو بذلك يتجاهل معيارا عالميا في وصول الكثير من رجال الأعمال إلى قمة السلطة، لأنه في النهاية ينبغي محاسبة السياسي على أدائه ونظافة يده وليس حول ما إذا كان مدير شركة أو بائع جافيل. كما أن بنكيران يعرف جيدا ماذا حدث خلال رئاسته للحكومة لمدة 5 سنوات، وكيف مرروا على ظهره كل الموبقات والقرارات اللاشعبية التي عمقت أكثر جراح المغاربة، وبعد البلوكاج الحكومي جاء خلفه ورفيقه سعد الدين العثماني، والذي كان يشبه كثيرا شخصية "الماريونيط" في لعبة الدمى، وهو الذي وقع شخصيا على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، ووقتها كان بنكيران يعاني من آفة "بلع اللسان"..! هناك مسألة أخرى بين بنكيران وأخنوش، وهو أن السي عبد الإله كان يقول شعرا في أخنوش عندما كان وزيرا للفلاحة والصيد البحري في حكومته، ووصفه أكثر من مرة بأنه "ولد الناس وكفؤ"، وها هي الأيام تدور ليتحول أخنوش إلى شيطان في نظر بنكيران. نفس الشيء قد ينطبق على تصريحات بنكيران في حق حزب "البام"، والجميع يعرف كيف كانت علاقة بنكيران ممتازة مع عبد اللطيف وهبي، ومع قادة آخرين في الحزب، لذلك كان على الزعيم الإسلامي أن يعمل أولا على معالجة نفسه من مرض انفصام الشخصية قبل أن يكيل الاتهامات للآخرين. ما يقوله بنكيران حول الانتخابات والأحزاب والسياسيين يعرفه المغاربة جيدا، ولا أحد يحتاج إلى دروس في النفاق من رجل يلعب على كل الحبال، لأنه عندما منح الناس حزب العدالة والتنمية "كارت بلانش" لتقويم الأوضاع في وقت مناسب جدا وحرج جدا، دخل بنكيران ومن معه الجحر وصاروا يرددون أنهم مجرد خدم، لذلك كان لا بد أن يعاقب المغاربة الخدم.. ومن يرضى أن يكون مجرد خادم لا يجوز له أن ينتقد "مدير شركة"..! عموما فإن الحديث يطول كثيرا حول بنكيران وحزبه، والناس سئموا من هذا الموضوع.. لذلك من الأفضل أن نقول: انتهى الكلام..!