المساء اليوم - أ. فلاح: في سابقة خطيرة، قام عمدة طنجة، باستخدام بعثة دبلوماسية أجنبية من أجل التغطية على الفضيحة المجلجلة التي عاشتها المدينة مؤخرا، والتي وصلت أصداؤها إلى الصحافة الأجنبية. وبضعة أيام على تفجر فضيحة "سوق سيدي احساين"، الذي شكل صدمة كبيرة لسكان المدينة، والمغاربة عموما، (الصور رفقة المقال) قام عمدة طنجة، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، باستقبال السفير الصيني بالرباط، بدعوى "تمتين العلاقات المغربية الصينية"، وفق تعبير الخبر الذي نشره الموقع الرسمي للحزب على صفحته بالفيسبوك. وجاءت هذه الزيارة في وقت متزامن مع اعتزام لجنة تحقيق زيارة سوق سيدي احساين، بسبب الغضب الكبير الذي تعرفه المدينة بعد تداول هذه الصور التي توصف بأنها واحدة من أكبر الفضائح في تاريخ المدن المغربية. ولا يعرف إن كان العمدة ليموري، المعروف بلقب "مول الصبَاط"، نظرا لعمله سابقا كإسكافي، قد قام بهذه المبادرة لوحده، أم أن ذلك تم بإيعاز أو بأوامر من قيادة حزب الأصالة والمعاصرة. ويرى مراقبون أن توريط بعثة دبلوماسية لبلد كبير مثل الصين في التغطية على فضائح خطيرة في التسيير، يعتبر سابقة غير معهودة في تاريخ العمل الدبلوماسي، وأن ذلك قد يؤثر على العلاقات المغربية الصينية. ومعروف أن ليموري، اعتاد التغطية على كل فضيحة بفضيحة أخرى، وهو ما جعله يحمل لقب "عمدة الفضائح"، في الوقت الذي تتشبث به قيادة حزب الأصالة والمعاصرة، فيما يشبه عملية انتقام سادية من سكان طنجة. غير أنه لم يسبق أن قام منتخب أو مسؤول في المغرب باستخدام سفارة أجنبية من أجل التغطية على فضائح في التسيير أو مشاكل سياسية داخلية لحزب معين. وكانت فضيحة سوق سيدي احساين قد تفجرت في الأيام القليلة الماضية، بعد انتشار صور وفيديوهات من السوق، والتي تظهر مشاهد صادمة لذبح اللحوم وبيعها في ظروف أسوأ من القرون الوسطى. وأظهرت صور وفيديوهات سوق سيدي احساين دماء وأشلاء المواشي في كل مكان.. قاذورات وأزبال.. لحوم في العراء.. ذباب وحشرات.. عشوائية في كل شيء.. مجاري الواد الحار تختلط مع الدماء والأشلاء.. روائح كريهة ومقززة.. تسرب الدماء والقاذورات إلى المناطق السكنية والشوارع المجاورة.. مخاطر أمراض معدية من القرون الوسطى تهدد السكان.. وأشياء كثيرة أخرى. و المثير أن هذه الصور وصلت وسائل إعلام أجنبية، والتي قالت إن هذا السوق من شأنه أن يحرم المغرب من المشاركة في تنظيم مونديال 2030، وأن المغرب سيكون محظوظا لو أن هذه المشاهد لم تصل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، الذي سبق أن منح طنجة أضعف تنقيط من بين كل المدن المستضيفة للمونديال في إسبانيا والمغرب والبرتغال. كما أن سلطات طنجة تمارس حيادا سلبيا مثير للدهشة، مع أنها نفس السلطات التي عزلت من قبل رئيس مقاطعة طنجة المدينة، محمد الشرقاوي، بسبب ما اعتبرته خروقات، علما أن ما يقوم به ليموري يضاعف آلاف المرات ما قام به الشرقاوي. يذكر أن منير ليموري، الذي اشتغل في مجال إصلاح وصنع الأحذية التقليدية (إسكافي)، وصل إلى عمدية مدينة طنجة في ظروف ملتبسة بعد انتخابات 2021، بعد أن كان شخصا مغمورا جدا، ومنذ توليه منصبه يقضي أغلب الوقت في الأسفار عبر مدن العالم بدعوى تمتين علاقات المغرب مع العالم الخارجي، وهو ما جعل كثيرين يدعون إلى ضرورة إخضاعه لكشف طبي على قدراته العقلية. صور وفيديوهات من سوق سيدي احساين بطنجة: