المساء اليوم - أ. فلاح: مُنير.. وامُنير.. علّي راسْك آمُنير..! أمثالك يا منير لا يجب أن يطأطؤوا الرؤوس.. فأنت للبلاد مفخرة.. ويكفيك عزا أنك خرجت مباشرة من ورشة لإصلاح "البْلاغي والشرابْل" إلى عمدة ثاني أكبر مدينة اقتصادية في البلاد. هذا في حد ذاته معجزة.. ولا يحدث سوى في بلد المعجزات. ما حدث لك لا يحدث سوى في الديمقراطيات العتيدة أكثر من اللازم، حيث يمكن لكل شيء أن يحدث، وحيث يتاح لأي ضائع تائه تافه أن يجد نفسه حاكما.. إذا استيقظ باكرا. إرفع رأسك يا منير لأنه لا شيء في جعبتك تخجل منه، فالخجل بنفسه يخجل منك..! أنت يا منير يجب أن تسير فوق السحاب.. مثل أي بالون منتفخ بالهيدروجين، أنت لا شيء.. لا شيء على الإطلاق.. والناس جميعا يعرفون أنك لا شيء، لذلك لا معنى لمحاولة إخفاء وجهك.. فالناس الذين يخفون وجوههم لهم أصلا شيئا يحاولون الحفاظ عليه. علًي راسْك آمنير لأن الناس يمكن أن ينسوا الكثير من تفاصيل فضائحك، ويتذكرون شيئا واحدا فقط، أنك عمدة الفضائح، بل أنت في حد ذاتك فضيحة..! ارفع رأسك عاليا يا منير ودع الناس يتأملون "كادومتك" التي تعلمت مؤخرا تشذيبها عند حلاق محترف لأن رصيدك صار يسمح لك بأن تكون من الأعيان.. ولعنة الله على ظروف تأتي بأمثالك. أرفع رأسك عاليا يابن الليموري لأنك إذا شاركت في أولمبياد خاص بالفضائح لأغرقتنا في كل أنواع الميداليات. أنت.. أنت.. ولا أحد غيرك..! علٌي راسْك آمنير لأنك صرت حالة نموذجية يتم تدريسها في كليات العلوم السياسية كأول مرشح في تاريخ البشرية لم يحصل على عشرين صوتا في الانتخابات، ثم صار عمدة على مدينة بها ثلاثة ملايين إنسان..! لماذا تحاول إخفاء وجهك يا منير وأنت أول عمدة في تاريخ المغرب مثل شيك بلا رصيد.. وأكثر من هذا تتوفر على صدر أعظم.. هو صدر وشيخ وعاشق العشوائيات وآكل الأكتاف وسارق تبرعات العمليات الجراحية.. والأعمار بيد الله..! أنت يا منير مفخرة لكل من كان يأمل في تحويل طنجة إلى مزبلة. أنت بطل فضيحة سوق سيدي احساين التي تحدثت عنها صحف أوربا ووصفتنا بأننا من أكلة الجيف، واستغربتْ كيف يمكن منح تنظيم المونديال لبلد به هذا السوق.. وبه هذا العمدة! أرفع رأسك يا بطل فضيحة "منير مون بيبي"، والرخص المشبوهة، وشيك بلا رصيد، والفوضى المنتشرة في كل مكان. علّي راسْك آمنير.. فنحن نأخذ كامل الاحتياطات قبل النظر إلى وجهك ونتلو دعاء "يا فتاح يا منان أبعد عنا النحس والفتن ما ظهر منها وما بطن"..! علَي راسْك آمنير لأنك جعلت طنجة، والمغرب عموما، على كل لسان. فلا أحد غيرك حاصر النظافة وشجع الوساخة.. أنت وحدك أيها البطل. أنت يا نُمْنُمْ (اسم الدلع) وحدك الذي أتقنت شيئين.. دق المسامير في البْلاغي.. ثم دقها في سمعة المغرب. فمن غيرك أيها "النَُمْنُمْ" يستطيع فعل هذا..!؟ أرفع رأسك يا عمدة الفضائح وسيد الروائح.. ففي كل زاوية من طنجة فضيحة، وفي كل ركن كارثة، لكنك عوضت كل ذلك بالسفر عبر أرجاء العالم للترويج لاسم المغرب، فالمغرب كان قبلك مجرد نكرة.. فالحمد لله أن بعثتك السماء إلينا وسقطت لنا من فوق الغمام مع الغبار والبعوض. وحدك يا منير أدركت، بعد أربع سنوات من تولي منصبك، أن العمدة يمكنه أن يتواصل مع السكان الذين ((انتخبوه)) وطلبت منهم أن يبعثوا لك استفساراتهم وأسئلتهم.. قل لهم، إذن، من هي امرأة البراق..! علّي راسْك يا عمدة الفضائح وبطل الكوارث.. يا من توقّع على أي شيء حول أي شيء بطلب من أي كان.. ثم تقول: هم الذين طلبوا مني ذلك..! من هم هؤلاء بالضبط..!؟ هل تملك الشجاعة لكشف أسمائهم أم نتكلف نحن بذلك..!؟ ارفع رأسك أيها الشجاع.. ودعنا نتأكد من أنك صرت أكثر شجاعة وتنظر مباشرة للناس في عيونهم، ولم تعد تستعمل تلك النظرات الجانبية الغريبة مثل قط سرق سمكة ويريد أكلها في الظلام. ارفع رأسك يا منير واسأل هذا الرجل الذي يوجد بجانبك في الصورة، كم عدد الملفات التي توجد لديه بمكتبه بالطابق الرابع للولاية، التي يبدو أنهم وضعوا فوقها "يد الميت"، ولا تنس أن تسأله لماذا عزلوا رئيس مقاطعة اسمه الشرقاوي وتركوك أنت..؟! ارفع رأسك عاليا يا منير وتذكر معنا قول الشاعر (إن كان مستواك الدراسي يسمح بذلك): ملئ السنابل ينحنين تواضعاً.. //.. والفارغات رؤوسهن شوامخ ارفع رأسك، على الأقل لكي نتأكد أنك هو أنت ذلك الوجه القديم، الإسكافي وسائق المرسيدس المهترئة والخبير في أسعار المورتاديلا والطبيب مع وقف التنفيذ وخبير المنعرجات بين طنجة وكاستيوخو وآكل كتف الإسباني.. وأشياء كثيرة أخرى.. كثيرة جدا.