عوض طنجة والجزيرة الخضراء.. الربط القار عبر المضيق سيربط الدار البيضاء ومدريد

كشفت مصادر إسبانية أن الربط القار، عبر مضيق جبل طارق، بين المغرب وإسبانيا قد تم إدخال تعديلات جذرية عليه، حيث سيربط بين العاصمة الإسبانية مدريد وبين العاصمة الاقتصادية للمغرب، الدار البيضاء.
وأضافت مصادر شبه رسمية إسبانية أن الربط القار سيكون عبر وسيلة واحدة وهي القطار الفائق السرعة، والذي سيتوفر على أربع محطات رئيسية في البلدين، حيث ستكون المحطة الرئيسية في العاصمة الإسبانية مدريد، ثم محطة ثانية بالجزيرة الخضراء جنوبا، وبعد عبور القطار نفق مضيق جبل طارق بسرعة معتدلة سيتوقف في محطة طنجة، قبل أن ينطلق بالسرعة القصوى نحو الدار البيضاء من دون توقف.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة بين مدريد والدار البيضاء مدة لا تزيد عن 5 ساعات ونصف، وهي مدة قياسية ستحدث ثورة في مجال النقل السككي بين قارتين، ومن غير المستبعد أن تتقلص هذه المدة الزمنية لاحقا تبعا للتطور الذي يمكن أن يحدث في صناعة القطارات الفائقة السرعة.
وجاء هذا التعديل المحوري في أفق استعداد إسبانيا والمغرب والبرتغال لاحتضان منافسات كأس العالم 2030، والتي يرتقب أن تكون استثنائية لأنها الأولى التي سيتم تنظيمها في قارتين.
وتم الإعلان عن هذا التعديل في تصميم الربط القار في وقت متزامن مع الإعلان عن التوقيت المفترض لإنجازه، وهو سنة 2029 على أبعد تقدير، أي سنة واحدة قبل انطلاق فعاليات المونديال الثلاثي.

ومن المتوقع أن تطلق الأعمال بخصوص المشروع في منتصف العام المقبل، بعد اكتمال بعض الأعمال التحضيرية، على رأسها استكمال التصميمات الجديدة للسكة الحديدية وللقطار الفائق السرعة الذي سيربط البلدين والقارتين الإفريقية والأوربية.

وتعتبر كل الاستعدادات جاهزة في انتظار موافقة اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية المسؤولة عن “المشروع الاستراتيجي”، كما يوصف في الرباط ومدريد.

 

ووفق تقديرات الشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات عبر جبل طارق (حكومية)، يمكن إكمال المشروع في غضون 5 سنوات، حيث سيعجّل المونديال المشترك بإنجاز هذا المشروع الذي سيضاعف عدد الرّحلات بين الطرفين، وسيمكن من تسهيل ولوج المشجّعين إلى البلدان المنظّمة للمونديال.

وسيتم الاعتماد في تمويل المشروع على موارد الدولتين، إضافةً إلى دعم الاتحاد الأوروبي، باعتبار الأهمية الاستراتيجية للمغرب بالنسبة للقارة الأوروبية ككل، إضافة إلى البنك الدولي والبنك الإسلامي والعربي والبنك الإفريقي للتنمية، وكلّها مؤسسات أعلنت اهتمامها بالمشروع، مع إمكانية انضمام الصين إلى مجموع الدول الممولة للمشروع.

ويرى مراقبون أن دواعي إنجاز هذا المشروع بهذه السرعة تتجاوز حدث المونديال، خصوصاً أن العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا وصلت إلى مرحلة كبيرة ومتطورة جدّاً، إذ فاقت 20 مليار يورو، حيث سيمكّن المشروع من زيادة المبادلات التجارية مع أوروبا باعتبارها شريك المغرب الاقتصادي الأول، وسيخفض بشكل كبير الكلفة اللوجستية المرتبطة بهذا الأمر.

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )

2 دقائق

عوض طنجة والجزيرة الخضراء.. الربط القار عبر المضيق سيربط الدار البيضاء ومدريد

كشفت مصادر إسبانية أن الربط القار، عبر مضيق جبل طارق، بين المغرب وإسبانيا قد تم إدخال تعديلات جذرية عليه، حيث سيربط بين العاصمة الإسبانية مدريد وبين العاصمة الاقتصادية للمغرب، الدار البيضاء.
وأضافت مصادر شبه رسمية إسبانية أن الربط القار سيكون عبر وسيلة واحدة وهي القطار الفائق السرعة، والذي سيتوفر على أربع محطات رئيسية في البلدين، حيث ستكون المحطة الرئيسية في العاصمة الإسبانية مدريد، ثم محطة ثانية بالجزيرة الخضراء جنوبا، وبعد عبور القطار نفق مضيق جبل طارق بسرعة معتدلة سيتوقف في محطة طنجة، قبل أن ينطلق بالسرعة القصوى نحو الدار البيضاء من دون توقف.
ومن المتوقع أن تستغرق الرحلة بين مدريد والدار البيضاء مدة لا تزيد عن 5 ساعات ونصف، وهي مدة قياسية ستحدث ثورة في مجال النقل السككي بين قارتين، ومن غير المستبعد أن تتقلص هذه المدة الزمنية لاحقا تبعا للتطور الذي يمكن أن يحدث في صناعة القطارات الفائقة السرعة.
وجاء هذا التعديل المحوري في أفق استعداد إسبانيا والمغرب والبرتغال لاحتضان منافسات كأس العالم 2030، والتي يرتقب أن تكون استثنائية لأنها الأولى التي سيتم تنظيمها في قارتين.
وتم الإعلان عن هذا التعديل في تصميم الربط القار في وقت متزامن مع الإعلان عن التوقيت المفترض لإنجازه، وهو سنة 2029 على أبعد تقدير، أي سنة واحدة قبل انطلاق فعاليات المونديال الثلاثي.

ومن المتوقع أن تطلق الأعمال بخصوص المشروع في منتصف العام المقبل، بعد اكتمال بعض الأعمال التحضيرية، على رأسها استكمال التصميمات الجديدة للسكة الحديدية وللقطار الفائق السرعة الذي سيربط البلدين والقارتين الإفريقية والأوربية.

وتعتبر كل الاستعدادات جاهزة في انتظار موافقة اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية المسؤولة عن “المشروع الاستراتيجي”، كما يوصف في الرباط ومدريد.

 

ووفق تقديرات الشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات عبر جبل طارق (حكومية)، يمكن إكمال المشروع في غضون 5 سنوات، حيث سيعجّل المونديال المشترك بإنجاز هذا المشروع الذي سيضاعف عدد الرّحلات بين الطرفين، وسيمكن من تسهيل ولوج المشجّعين إلى البلدان المنظّمة للمونديال.

وسيتم الاعتماد في تمويل المشروع على موارد الدولتين، إضافةً إلى دعم الاتحاد الأوروبي، باعتبار الأهمية الاستراتيجية للمغرب بالنسبة للقارة الأوروبية ككل، إضافة إلى البنك الدولي والبنك الإسلامي والعربي والبنك الإفريقي للتنمية، وكلّها مؤسسات أعلنت اهتمامها بالمشروع، مع إمكانية انضمام الصين إلى مجموع الدول الممولة للمشروع.

ويرى مراقبون أن دواعي إنجاز هذا المشروع بهذه السرعة تتجاوز حدث المونديال، خصوصاً أن العلاقات الاقتصادية والمبادلات التجارية بين المغرب وإسبانيا وصلت إلى مرحلة كبيرة ومتطورة جدّاً، إذ فاقت 20 مليار يورو، حيث سيمكّن المشروع من زيادة المبادلات التجارية مع أوروبا باعتبارها شريك المغرب الاقتصادي الأول، وسيخفض بشكل كبير الكلفة اللوجستية المرتبطة بهذا الأمر.