المساء اليوم - طنجة: لم يمر وقت طويل على آخر فضيحة في طنجة، حتى ظهرت فضيحة أخرى في مدينة صارت تعرف بين المغاربة بمدينة الفضائح، وعمدتها، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، يحمل أيضا لقبا تشريفيا من نوع خاص، وهو "عمدة الفضائح" أو "عمدة الكوارث". الفضيحة الجديدة خرجت، مرة أخرى، من دهاليز الجماعة الحضرية، وبطلها النائب الأول للعمدة، المسمى محمد غيلان الغزواني، ومعه أيضا الباشا هشام صنيب، حيث تحالفت المجالس المنتخبة مع السلطة لصنع فضيحة على المقاس. وفي انتظار أن تتحرك الجهات المعنية، أي والي طنجة يونس التازي، لاتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء هذه الفضيحة، فإن تفاصيل ما جرى تشير إلى أن طنجة وصلت مستويات قياسية من الفساد، وأيضا فإن السلطات وصلت درجات قياسية من "تواطؤ الصمت". وتتلخص تفاصيل الفضيحة الجديدة في كون النائب الأول للعمدة، محمد غيلان الغزواني، الملقب بالصدر الأعظم، لأنه تحول إلى ما يشبه الحاجب الخاص للعمدة، منح مؤخرا رخصة استغلال في مكان هو عبارة عن أسفل درجين وممر للراجلين، مجاور لموقف للسيارات بمنتزه "الرميلات" الشهير، وهو المنتزه القريب من القصر الملكي، كما أن مكان منح الرخصة - الفضيحة مجاور لنادي رياضي شهير كان يقصده الملك محمد السادس، كما أن المكان عموما كان منزها، من قبل، عن مثل هذه الفضائح. وحسب الوثائق التي اطلع عليها موقع "المساء اليوم"، فإن الرخصة صادرة عن النائب الأول للعمدة، محمد غيلان الغزواني، من أجل "استغلال فضاء تحت الدرجين لموقف السيارات بمنتزه الرميلات لبيع الحلويات والمأكولات الجاهزة". لكن المثير هو أن هذه الرخصة، التي تشبه رخصة "كروسة لبيع الهندية" في العراء، تحولت لإقامة مطعمين على الرصيف وفي الفضاء العام، حيث تمت إقامة مشروعين مختلفين قبالة بعضهما، الأول مطعم وشواية، والثاني مقشدة، وهذين "المشروعين" احتلا الرصيف العام بشكل كامل، حيث تم وضع الكراسي والطاولات، وتم إغلاق الرصيف تماما أمام المارة. غير أن الفضيحة لا تتوقف هنا، بل تؤكد تورط السلطة بشكل مباشر، لأن الباشا، هشام صنيب، الذي كان يفترض أن يسهر على تطبيق القانون ينطبق عليه مثال "الفقيه اللي كنا نترجاو بركتو دخل للجامع ببلغتو"، حيث لم يقم الباشا بدوره القانوني فيما جرى، وهذا الدور يتطلب منه الاطلاع على الترخيص، ومراقبة احترام شروط المشروع. لكن الباشا لم يقم بأي شيء من هذا، وهو ما يجعله شريكا أساسيا في هذه الفضيحة، التي سيكثر شركاؤها في حال لم تقم السلطات، وبسرعة، بفتح تحقيق عاجل ومعاقبة فعلية للمتورطين. والغريب أن المكان الذي أقيم فيه هذا المشروع الفضيخة، كان سيخصص لإقامة مرحاض عمومي، في منطقة تستقطب آلاف الزوار وتفتقر لأي مرحاض، بحيث يتم تخصيص غابة المنتزه لهذا الغرض..! الكرة اليوم، بل هي كرات كثيرة جدا، في مرمى السلطات، وبالضبط في مرمى الوالي التازي، الذي ينتظر سكان طنجة ما سيتخذه من إجراءات في الأيام المقبلة، خصوصا وأن طنجة صارت تغرق في فضائح بلا نهاية، قد يكون سببها الرئيسي تسليم المدينة لعمدة كان يشغل سابقا مهنة إسكافي، وهي حالة غير مسبوقة في المغرب. كما أن ما جرى، يطرح أكثر من تساؤل حول أهلية المدينة لاحتضان منافسات قارية وعالمية مستقبلا، مثل كأس إفريقيا للأمم السنة المقبلة، وكأس العالم 2030، بينما المدينة تغرق في فوضى بلا حدود، ويمارس منتخبوها ومسؤولوها عربدة حقيقية ضد القانون وضد الصالح العام. مسألة أخرى يرددها سكان طنجة بكثير من المرارة، وهي قضية عزل الرئيس السابق لمقاطعة طنجة المدينة، محمد الشرقاوي، الذي لا يعرف السكان، حتى الآن، الأسباب الحقيقية وتفاصيل ملف عزله، لكنهم يتساءلون هل ما قام به الشرقاوي أكثر خطورة مما قام به المدعو محمد غيلان الغزواني والباشا صنيب، وأيضا ما قام بها العمدة منير ليموري، وما قام رئيس مقاطعة بني مكادة.. وكثيرون آخرون. إنها مجرد تساؤلات (بريئة جدا) في مدينة لا تزال الفتنة فيها نائمة.. ربما إلى حين.