المساء اليوم - هيئة التحرير: يعتقد ناصر بولعجول، مدير الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية (نارسا)، أن حرب الطرق لها سبب واحد، هو السرعة، لذلك يفتي بنصب الكثير من الرادارات على الطرقات، لكن الحوادث تتزايد، وصناديق الغرامات تمتلئ.. وبين كل رادار.. رادار! ربما لهذا السبب تم التجديد له مرة أخرى وسيستمر في منصبه إلى أجل غير مسمى، لأن الأهم هو المزيد من الغرامات وليس انخفاض الحوادث، وهذا منطق غريب في أجمل بلد في العالم..! وجرى تعيين بولعجول أول مرة في هذا المنصب في ماي 2019، من لدن وزير النقل وقتئذ، عبد القادر عمارة، عن حزب العدالة والتنمية، وكان قبل ذلك كاتبا دائما للجنة الوطنية للوقابة من حوادث السير، وهي اللجنة التي تحولت لاحقا إلى وكالة (نارسا). ورغم حصيلته المثيرة للجدل، فإن وزير النقل واللوجستيك الحالي، محمد بن عبد الجليل زكاه لهذا المنصب لفترة جديدة. هذا الرجل لم يثبت يوما أنه قام بإنجاز كبير، فكل بطولاته هو أنه مسؤول عن سياسة توسيع شبكة الردارات في الطرق في مسعى للحد من مخالفات السير بسرعة التي تفضي إلى حوادث. لكن الأرقام السنوية لا تعكس سوى تأثير محدود لهذه السياسة، ناهيك عن محدودية مفعول الاستراتيجية الوطنية للوقاية من حوادث السير، فعدد القتلى الناتج عن هذه الحوادث لم يعرف أي انخفاض حقيقي، وقد ظلت وكالته هدفا لمطالبات برلمانية بتشكيل مهام استطلاعية. والمثير أن بولعجول بدأ هذا العام تنفيذ سياسة مثيرة للجدل بوضع موظفي وكالته في مرتبة أعوان مكلفين بمراقبة مخالفات السير، لاسيما مخالفات السرعة. إنه رجل الرادارات بامتياز.. رجل كل همه جمع الغرامات من جيوب المواطنين وليس خفض قتلى حوادث السير. إنه رجل بلا مهمة..