هل تورط نائب لعمدة طنجة في “التستر على مجرم”..!؟ نقل تهديدات لأشخاص بأن العمدة “سيخرج لهم مصارينهم”..!

المساء اليوم – أ. فلاح:

لا تزال تفاعلات فضيحة “منير مون بيبي” التي تورط فيها عمدة طنجة، منير ليموري، ومستشاره الخاص، حسن المزدوجي، وهما معا من حزب الأصالة والمعاصرة، تثير الكثير من الاستياء والسخط بالمدينة وبالمغرب عموما، خصوصا مع انكشاف فصول أخرى تورط المزيد من الأسماء، من بينهم نائب للعمدة وشخص آخر يلقب برئيس “عصابة السواني”.

ويوجد محمد غيلان الغزواني، النائب الأول لعمدة طنجة، في قلب معضلة كبيرة، على اعتبار أنه معني بشكل كبير، كشاهد حتى الآن، في ملف فضيحة “منير مون بيبي”، بسبب تستره على تهديدات خطيرة نقلها إلى عدد من الأشخاص، من بينهم منتخبون من حزبه يعارضون طريقة تسيير العمدة لشؤون المدينة.

وحسب مصادر “المساء اليوم”، فإن التهديدات التي نقلها الغزواني لعدد من الأشخاص تعتبر على قدر كبير من الخطورة، على اعتبار أنها قد تعني التهديد بالقتل، ما دام أن العبارات التي استعملها غيلان الغزواني تتضمن “إخراج المصارين”.

وفي الوقت الذي لم يتم، حتى الآن، استدعاء غيلان الغزواني للإدلاء بشهادته في ملف الفضيحة، فإنه يعتبر في وضعية لا يحسد عليها، في الوقت الذي يوجد فيه المتورط الرئيسي في الفضيحة، حسن المزدوجي، في السجن، ويتابع بتهم خطيرة جدا تتعلق بالتهديد والابتزاز والسب والقذف وتهم أخرى، في وقت يجري فيه التحقيق حاليا حول العلاقة المباشرة لعمدة طنجة بهذه العصابة الخطيرة.

وكانت فضيحة “منير مون بيبي” انفجرت بعد تورط المدعو حسن المزدوجي، المستشار الخاص لعمدة طنجة، منير ليموري، في فضيحة التهديد والابتزاز والسب والقذف والتشهير في حق مؤسسات ورجال أعمال وسياسيين وصحافيين أيضا، بسبب انتقاداتهم لطريقة تسيير العمدة لشؤون المدينة.

كما شملت هذه الفضيحة تورط مستشار العمدة في تقديم شيك بدون رصيد لمؤسسة فندقية، والتهديد والابتزاز والتشهير في حق الفندق ومسؤوليه، بالإضافة إلى الإساءة البالغة لقطاع السياحة بالمغرب، في ارتباط مباشر بنبيل بركة، زوج فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة “القيادة الجماعية” لحزب الأصالة والمعاصرة.

وكان المدعو المزدوجي يوقع هذه التدوينات الخطيرة باسمه وصورته، في وقت متزامن مع ممارسته لمهامه كمستشار خاص لعمدة طنجة، وهو ما اعتبره متابعون بأن المزدوجي كان يتلقى أوامر مباشرة من العمدة ليموري.

كما صدرت هذه التدوينات الخطيرة من صفحات فيسبوكية مجهولة، من بينها “خبايا طنجة” و” tanger times” و”tanger noir”, والتي كانت بدورها تهاجم بشراسة عن طريق السب والقذف والتشهير كل من ينتقد عمدة طنجة.

والمثير أن هذه الصفحات هاجمت في البداية محمد غيلان الغزواني، نائب العمدة، حين كان ينتقد بقوة طريقة تسيير ليموري لشؤون المدينة، وتم وصف غيلان الغزواني بأنه أحد أباطرة البناء العشوائي وله ثروة مشبوهة وهددت بكشف أشياء أخرى.

غير أن هذه الانتقادات توقفت بشكل مفاجئ بعد أن دخل غيلان الغزواني بيت الطاعة وأصبح من أشد أتباع ليموري ولاء، رغم أنه من حزب مختلف، إلى درجة أنه صار يحمل لقب “الصدر الأعظم”، ليس فقط لأنه النائب الأول للعمدة..!

ومنذ تلك اللحظة تحول محمد غيلان الغزواني إلى “شاعر البلاط” بحيث يمتدح كل ما يقوم به العمدة، حتى لو أطلق ريحا، وهو ما يعني أن غيلان الغزواني لم يعد يتلقى تهديدات، وأن التدوينات المافيوزية أتت أكلها.

غير أن أخطر ما في الأمر هو أن نائب العمدة تحول من ضحية للتهديد إلى حامل لرسائل التهديد، حين نقل إلى جهات أخرى معارضة للعمدة رسائل على قدر كبير من الخطورة، والتي تحمل معاني القتل المعنوي.. والفعلي أيضا.

ووفق ما تؤكده مصادر خاصة فإن غيلان الغزواني حمل رسائل لأشخاص آخرين، من بينهم عدد من رفاقه في الحزب، وتقول الرسالة الأوضح “من الأفضل الابتعاد عن طريق العمدة منير ليموري.. وإلا….”!

ولم يتوقف غيلان الغزواني عند كلمة “إلا” رغم أنها خطيرة في حد ذاتها، بل تجاوزها إلى ما هو أخطر حين قال “وإلا غادي يخرج ليكم المصارن”.

هذا التهديد الخطير تنقله “المساء اليوم” عن أكثر من مصدر، كما أن التهديد تكرر أكثر من مرة، وهو ما يعني أن غيلان الغزواني تحول إلى شريك رئيسي في التهديدات المافيوزية، بل وتورط أيضا في تهمة خطيرة وهي “عدم التبليغ عن جريمة” يعرف حيثياتها، بل ويعرف مقترفيها المفترضين.

ويبدو الوضع حاليا غاية في السوء، قانونيا وحزبيا، للمدعو محمد غيلان الغزواني، لأنه لم يبلغ السلطات الأمنية والأجهزة القضائية عن “جريمة” يعلم بقرب حدوثها، سواء كانت هذه الجريمة جسدية أو معنوية عن طريق التهديد والابتزاز والقذف والتشهير.

وفي الوقت الذي تتسع حاليا دائرة المتورطين في فضيحة “منير مون بيبي”، فإن شهادة غيلان الغزواني تبدو ملحة جدا لتنوير العدالة والرأي العام، خصوصا إذا كان تبليغه لتلك الرسائل الخطيرة يتم بأوامر مباشرة من العمدة منير ليموري.

وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام المقبلة بخصوص أقوى فضيحة سياسية وحزبية بالمغرب، فإن هناك دوائر أخرى تتسع في قلب هذه الفضيحة، من بينها تورط الملقب برئيس “عصابة السواني”، المعروف أيضا بلقب “الكلب السعيد”، والذي قد يكون بدوره حلقة محورية في عصابة التهديد والابتزاز والتشهير التي تنخر جسد حزب الأصالة والمعاصرة.

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )