المساء اليوم - أ. فلاح: يسود في طنجة استهجان كبير بين الرأي العام بسبب ما وصل إليه المشهد السياسي من رداءة غير مسبوقة، وصلت إلى حد استغلال البعض لسذاجة عمدة المدينة من أجل تحقيق أهداف شخصية ومادية. وتحولت طنجة في عهد العمدة الحالي، منير ليموري، المنتمي لحزب الأصالة والمعاصرة، إلى مسرح لكوميديا سوداء، حيث تحول العمدة إلى مادة للتندر والتنكيت، بسبب سيرته الغريبة وتورطه في فضائح غير مسبوقة في تاريخ عمداء المدن. ويعتقد السكان أن بعض الأشخاص يستغلون القدرات العقلية للعمدة ليموري من أجل شحنه بأوهام غريبة، مثل محاولة إقناعه بأنه من الممكن جدا أن يصبح وزيرا في الحكومة المقبلة، أو على الأقل كاتب دولة. وبسبب هذه الوعود الغريبة، وظف ليموري مؤخرا صحافيا سابقا في قناة تلفزيونية، وكلفه بأن يرسم له خارطة طريق نحو الوزارة بعد الانتخابات المقبلة، كما يحيط العمدة نفسه بعدد من المستشارين الذين يتنافسون في استغلال سذاجته من أجل الحصول على رواتب وتعويضات من المال العام. وأصبح منير ليموري مقتنعا بأنه من الممكن أن يصبح وزيرا في المستقبل، مع أنه لا يتوفر على أية مؤهلات لذلك بسبب مستواه الدراسي الغامض، غير أن مصادر مطلعة تؤكد حصوله على شهادة ابتدائية، ويمكنه أيضا فهم بعض العبارات بالإسبانية والفرنسية. وبالنظر إلى أن العمدة كان يزاول مهنة إصلاح الأحذية التقليدية، فقد أقنعه المحيطون به أنه سيصبح وزيرا للصناعة التقليدية، وهو ما يبدو أن ليموري صدقه بسهولة، وهناك من يقول إنه وضع منذ الآن مخططا لإصلاح الوزارة، بناء على تجربته الكبيرة في إصلاح الأحذية التقليدية. ورغم أن ليموري كان يشتغل سابقا لدى مواطن إسباني في طنجة في إصلاح الأحذية، غير أنه استطاع تجاوز هذا الماضي، بحيث يقول مقربون منه إنه يريد أن يكون أيضا وزيرا للخارجية، وربما أقنعه مستشاروه بأنه يمكن أن يجمع بين وزارة الصناعة التقليدية ووزارة الخارجية ويسمى ب"ذي الوزارتين". ومنذ أن تولى ليموري عمدية طنجة فإنه لم يتوقف عن السفر إلى الكثير من بلدان العالم على حساب المال العام، حيث يقول إنه يريد أن يعرف باسم المغرب ويأتي بالمستثمرين والسياح، فيما يعتقد البعض أن العمدة ينتقم فقط من أيام الإملاق حين كان بالكاد يسافر بالقطار أو بسيارة "طويوطا" الصغيرة التي كانت عليها شارة "طبيب". ويرى بعض الظرفاء أن أنسب منصب للمدعو ليموري هو وزير الطيران، بما أنه لا ينزل من طائرة إلا لكي يصعد في أخرى، كما أن له خبرة طويلة في "الطيران من المقلة"، بحيث يطير على كل منصب يلوح في الأفق، فهو العمدة ورئيس جماعة الجماعات ورئيس جمعية عمداء المدن ورئيس الشركة التي ستعوض أمانديس.. وهلم جرا..! سكان طنجة، ورغم أنهم يتسلون قليلا بهذه المشاهد الكوميدية، إلا أنهم يعتبرون أن ما يتعرض له العمدة من احتيال هو إهانة للمدينة بشكل عام وللمؤسسات المنتخبة. ويتخوف سكان طنجة من استمرار المحيطين بالعمدة في استغلال سذاجته وقدراته الذهنية لإقناعه بأشياء أسوأ، مثل أن يصبح رئيسا للحكومة أو رئيسا للبرلمان. ويعتقد جزء عريض من السكان أن الجهات الوصية ينبغي أن تتدخل لحماية سمعة منصب العمدة بالمدينة لكيلا يتحول إلى منصب كوميدي، أو، على الأقل، تخصيص مرافق نفسي للعمدة منير ليموري لمحاولة إقناعه بأن أكبر إنجاز يمكن أن يحققه فيما تبقى له في هذا المنصب هو أن يعود بسلام إلى مهنته السابقة كإسكافي، وأن يتم دفن ملفات الفضائح التي تورط فيها. يذكر أن المدعو ليموري الذي لم يكن يعرفه أحد في طنجة، وصل إلى عمدية طنجة في ظروف ملتبسة بعد انتخابات 2021، وهناك من يسمون اليوم الذي أصبح فيه عمدة بيوم النكبة.