بن غفير.. “المُتهوِّر العنيف” الطامح لحقيبة الأمن الداخلي

المساء اليوم:

يُعتبر إيتمار بن غفير المنتصر الأكبر في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة.. فالرجل الذي كان قبل شهور يعتبر طائشاً متهورا بات ثالث أقوياء إسرائيل حالياً..

فحزبه اليميني المتطرف المسمى العظمة اليهودية أصبح ثالث قوة في المشهد السياسي الإسرائيلي إثر الإعلان عن نتائج الانتخابات البرلمانية..

وحصلت القائمة (الصهيونية الدينية) التي يقودها على 14 مقعدا بالكنيست وهو ما يمثل عشْر أصوات الناخبين..

صعوده شكّل إخلالاً بالتوازن السياسي في تل أبيب، وهو ما سيلقي بظلاله على مجمل السياسة الإسرائيلية…

من هو إيتمارا بن غفير؟

نشأ إيتمارا بن غفير (46 عاما) في إحدى ضواحي مدينة القدس لأب يهودي من أكراد العراق…

كان من أنصار حركة كاخ المتطرفة بقيادة اليهودي الأميركي مائير كاهان المطلوب وقتها للعدالة في بلاده والذي نجح في انتزاع مقعد في الكنيست عام 1984 قبل أن يُمنع في سنة 1987 من الترشح لمنصب نيابي ويتم حظر الحركة التي كان على رأسها واعتبارها منظمة إرهابية.

بن غفير يكنّ وُدّا وإعجابا خاصا بباروخ غولدشتاين ذلك الطبيب الصهيوني الأسترالي الأصل والمنفذ لمجزرة الحرم الإبراهيمي التي قَتل خلالها قرابة 30 فلسطينيا وهم في صلاة الفجر قبل أكثر من 28 عاما…

ويرى فيه بطلا حتى أنه وإلى وقت غير بعيد، كان يعلق صورته في بيته تيمّنا بما قام به في حق المصلّين العزّل في الخليل…

عُرف عن بن غفير بأنه شخص عنيف.. يحرّض على هدم المسجد الأقصى، ويشهر سلاحه الشخصي في وجه المدنيين الفلسطينيين ومخالفيه من الإسرائيليين..

يعوق عمل الشرطة مراراً، وفي لحظات أمنية حساسة، ويجاهر في تحدي القوانين الأمنية في أزقة القدس وأحيائها، بصحبة بضع عشرات من مناصريه في الشوارع..

اقتحم مرة غرفة أحد المستشفيات (مستشفى آساف هروفيه في أراضي الـ48) كان بداخلها الأسير الفلسطيني هشام أبو هواش احتجاجا على قبول إسرائيل الإفراج عنه بعد إضراب عن الطعام دام 141 يوما خاضه احتجاجا على اعتقاله الإداري دون تهمة…

يعدّ بن غفير شخصا معاديا للديمقراطية والليبيرالية.. يؤمن بتفوق الشعب اليهودي وديانته على ما سواهما..

والأهم من هذا هو أن روح الانتقام من العرب ومن كل من هو غير يهودي حاضرة لدى هذا اليميني المتطرف..

فهو من صرح في مقابلة مع إحدى وسائل الإعلام الإسرائيلية، بـ”أن كل من يؤذي الجيش الإسرائيلي يجب أن يُرحّل جواّ وبحرًا خارج البلاد.. ويعترف في ذات المقابلة قائلا، “لقد تمت إدانتي قبل سنوات على ملصق كُتب عليه “أطردوا العرب” لكنني اليوم لا أدعو لطرد العرب..

ويزعم بن غفير أن لا مشكلة لديه مع العرب، “لي مشكلة مع الإرهابيين (ويعني الفلسطينيين) لي مشكلة مع من يرفعون أيديهم ويلقون بالزجاجات الحارقة علينا فقط لأننا يهود”.

لا يبني رصيده السياسي فقط على كراهية العرب وعقيدة التفوق العرقي التي يؤمن بها ويجعلها منارا لطريقه..

فهو يكره اليهود الذين ينشدون السلام مع العرب.. ويكره الجنرالات الذين يديرون سياسة “ضعيفة” في نظره، من شأنها أن تقود إلى انهيار إسرائيل..

يسعى لإحداث تغيير جوهري في السياسة الإسرائيلية، يعيد فيها “السيادة اليهودية على أرض إسرائيل”..

في 2007، أٌدين بتهمة التحريض على الكراهية وتأييد منظمة إرهابية لكن هذا لم يمنعه من أن يتحول إلى رقم صعب في معادلة التوازنات السياسية بإسرائيل..

فتحت الشرطة 42 ملفا (حسب بن غفير 53 ملفا) ضده.. وقد حوكم وأدين بثماني قضايا..

وتمت تبرئته من القضايا الأخرى فرفع شكاوى ضد الشرطة حصل خلالها على تعويضات بحوالي نصف مليون شيكل (150 ألف دولار)..

من بين القضايا التي أدين فيها قيامه بسرقة رمز سيارة رئيس الوزراء اسحق رابين.. وقال في رسالة علنية، “مثلما وصلنا الى الرمز يمكننا أن نصل إلى رابين”..

وبالفعل قام شاب يميني متطرف يدعى يغئال عمير باغتيال رابين احتجاجا على اتفاقيات أوسلو…

بقي بن غفير في هامش السياسة الإسرائيلية، حتى ماي  2021..

استغل الصدامات العديدة بين اليهود والعرب التي وقعت في المدن المختلطة.. وحضر إلى كل صدام وكل ساحة اشتباك..

عرف بصوته العالي وصراخه الدائم والتهجم بانفلات على خصومه.. وحرص دائما على القيام باستفزازات تثير وسائل الإعلام..

على هذه الخلفية بنى مجده ووجد من يسير وراءه من اليهود ومن يشجعه من السياسيين اليهود..

استغل كل تصريح ساخن من السياسيين العرب ليغذي غرائز الكراهية للعرب..

ولكن، حتى هو، فوجئ بحجم التأييد له داخل المجتمع الإسرائيلي اليهودي..

ففي الانتخابات السابقة لم يتخط 20 ألف صوت وسقط.. وفي هذه الانتخابات حصل على ما يزيد على 420 ألف صوت…

ليتفوق على حزب الجنرالات، الذي يقوده وزير الدفاع الحالي بيني غانتس والسابق غادي ايزنكوت، ويحصل على مقعدين أكثر منه.. ويصبح ثالث قوة في المشهد السياسي الإسرائيلي الذي فضل غلاة اليمين المتطرف في انتخاباته الأخيرة..

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )