جائحة كورونا تُخلف “تفاوتا بغيضا”.. ملياردير جديد يقابله مليون جائع كل 30 ساعة

المساء اليوم:

كشفت منظمة “أوكسفام” الخيرية البريطانية أنه في الوقت الذي ترتفع فيه ثروة المليارديرات في قطاعي الغذاء والطاقة بمقدار مليار دولار كل يومين بسبب جائحة كوفيد-19، يدخل ملايين آخرون حول العالم براثن الفقر، مُشيرة إلى أن 573 شخصًا أصبحوا مليارديرات جددًا خلال الوباء، بمعدل واحد كل 30 ساعة، حذّرت المنظمة من أن 263 مليون شخص إضافي سيقعون في براثن الفقر المدقع هذا العام، بمعدل مليون شخص كل 33 ساعة.

وأوضحت “أوكسفام”، في تقرير نُشر اليوم الإثنين بالتزامن مع اجتماعات منتدى دافوس الاقتصادي، أن ثروة المليارديرات ارتفعت في أول 24 شهرًا من الجائحة، عما كانت عليه في 23 عامًا مجتمعة، حيث يعادل إجمالي ثروة أثرياء العالم الآن 13.9% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أي بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف (ارتفاعًا من 4.4%) عام 2000.

أرقام خيالية

وارتفعت ثروات مليارديرات الغذاء والطاقة بمقدار 453 مليار دولار في العامين الماضيين، أي ما يعادل مليار دولار كل يومين. وتحقّق خمس من أكبر شركات الطاقة وهي: (BP) و(Shell) و(TotalEnergies) و(Exxon) و(Chevron)، معًا أرباحًا قدرها 2600 دولار كل ثانية.

كما يوجد الآن 62 مليارديرًا جديدًا في مجال الغذاء. وتسيطر عائلة كارغيل (Cargill) على 70% من السوق الزراعية العالمية، ولديها وحدها الآن 12 مليارديرًا، ارتفاعًا من ثمانية قبل الوباء. وفي العام الماضي، حقّقت شركة “كارغيل” أكبر ربح في تاريخها بلغ 5 مليارات دولار من صافي الدخل، ومن المتوقّع أن تتفوّق الشركة على أرباحها القياسية مرة أخرى هذا العام.

كم أوجد الوباء 40 مليارديرًا جديدًا في مجال الأدوية، وتحقّق شركات مثل “فايزر” و”موديرنا” ربحًا قدره 1000 دولار كل ثانية فقط من احتكارها للقاح كوفيد-19.

“تفاوت بغيض”

اليوم وبعد الجائحة العالمية:

-يمتلك 2668 مليارديرًا، بزيادة 573 مليارًا عن عام 2020، 12.7 تريليون دولار، أي بزيادة قدرها 3.78 تريليون دولار

-فيما تفوق ثروة أغنى 10 أشخاص في العالم، ثروة 40% من شعوب العالم (3.1 مليار شخص)

-وتساوي ثروات أغنى 20 مليارديرًا، أكثر من الناتج المحلي الإجمالي لدول أفريقيا جنوب الصحراء.

وقالت غابرييلا بوشر، المسؤولة في المنظمة، “ثروات المليارديرات لم تزد لأنهم الآن أذكى أو يعملون بجد أكبر. بل يكد العمّال مقابل أجر أقلّ وفي ظروف عمل سيئة”، مضيفة أن الأثرياء استولوا على قدر هائل من ثروة العالم نتيجة الخصخصة، والاحتكارات، وإلغاء النقابات العمالية، بينما خبأوا أموالهم في الملاذات الضريبية، وكل ذلك بتواطؤ من الحكومات”.

وأكدت أنه في المقابل، “يتخلّى ملايين آخرون عن وجباتهم، ويوقفون التدفئة، ويتخلفون عن سداد الفواتير، ويتساءلون عما يمكن أن يفعلوه بعد ذلك للبقاء على قيد الحياة”، مشيرة إلى أنه “في جميع أنحاء شرق إفريقيا، من المحتمل أن يموت شخص كل دقيقة من الجوع؛ وهذا التفاوت البغيض يكسر الروابط التي تجمعنا كبشر. إن عدم المساواة هذه هي التي تقتلنا”.

ويأتي تفاوت الثروات حول العالم في ظل تفشي كوفيد-19، نتيجة تركز الثروات بيد قلة من الناس، بالإضافة لازدياد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر، وتُطالب منظمات بتحقيق العدالة المجتمعية وهي سياسات أكثر جدية كان قد حددها البنك الدولي بست نقاط تبدأ بتغذية الأطفال وتوفير الصحة للجميع والتعليم والمساعدات للأسر المحتاجة بالإضافة إلى نظام ضريبي عادل.

أزمة ديون عالمية

ومن سريلانكا إلى السودان، أدى الارتفاع القياسي لأسعار الغذاء العالمية إلى حدوث اضطرابات اجتماعية وسياسية، وأصبح 60% من البلدان منخفضة الدخل على شفا أزمة ديون، حسب “أوكسفام”، مضيفة في تقريرها أن ارتفاع الأسعار مدمّر بشكل خاص للعمال ذوي الأجور المنخفضة الذين كانت صحتهم وسبل عيشهم أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا، ولا سيما النساء والأشخاص الذين يعانون من التمييز العرقي والتهميش.

كما شارت إلى أن الناس في البلدان الفقيرة ينفقون أكثر من ضعف دخلهم على الغذاء مما ينفقونه في البلدان الغنية، وفي هذا الإطار، أوصت المنظمة الحكومات بفرض “ضرائب تضامن” لمرة واحدة على أرباح المليارديرات، لدعم ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة والتعافي العادل والمستدام من كوفيد، موصية باستحداث ضرائب دائمة على الثروة “لكبح جماح الثروة الهائلة والاحتكار وانبعاثات الكربون الهائلة”.

ورأت أن فرض ضريبة 2% على أصحاب الملايين، و5% على المليارديرات، يمكن أن تحصّل 2.52 تريليون دولار سنويًا، وهو ما يكفي لانتشال 2.3 مليار شخص من براثن الفقر، وصنع لقاحات كافية للعالم، وتقديم رعاية صحية شاملة، وحماية اجتماعية لسكان البلدان منخفضة الدخل والبلدان ذات الدخل المتوسط الأدنى.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )