بعد “حفل المسيرات” الإيرانية.. هذه الأهداف التي تفكر إسرائيل في ضربها..

المجلة حذرت في تحليل لمحررها لقضايا الدفاع والأمن جاك ديتش من أن تعهد القادة الإسرائيليين بشن هجوم مضاد ينبغي ألا يعميهم عن التفكير المتأني في كيفية القيام بذلك كي لا يخسروا الدعم الدولي الذي حظوا به على أثر الهجوم الإيراني.

قد تكون طهران قادرة على إنتاج قنبلة نووية في غضون بضعة أشهر، حسبما أشار بعض كبار المسؤولين الأميركيين العام الماضي. وهذا يجعل المنشآت النووية الإيرانية هدفا جذابا للإسرائيليين، على الرغم من كونها هدفا على أعلى مستوى من التصعيد.

ويعلق مايكل مولروي، وهو مسؤول دفاعي أميركي سابق على هذا الخيار بقوله إن نجاح إسرائيل في ضرب منشآت الأسلحة النووية الإيرانية أو القاعدة الصناعية الدفاعية لإيران سيكون بمثابة تأكيد على أن إيران قد ارتكبت خطأ إستراتيجيا في شن هجومها على إسرائيل.

لكنها لو فشلت في تحقيق ذلك، فإن جوناثان لورد، وهو مسؤول دفاع أميركي سابق ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأميركي الجديد، يرى أن ذلك سيمثل انتكاسة كبيرة لإسرائيل كما أنه سيهدد التحالف مع الدول العربية، حسب قوله.

ويحذر بلال صعب، وهو زميل مشارك في تشاتام هاوس في لندن ومسؤول دفاعي أميركي سابق من أن مثل تلك الخطوة قد تسبب توترات وبعض التناقضات بين الأميركيين والإسرائيليين، موضحا أن آخر شيء ينبغي لإسرائيل القيام به الآن هو خسارة الحليف الأميركي “في وقت حرج وخطير للغاية”، وفق تعبيره.

يمكن لإسرائيل أن تضرب أهدافا على الأراضي الإيرانية لا ترتبط بشكل مباشر بالبرنامج النووي للبلاد. على سبيل المثال، يمكن أن تستهدف قائدا عسكريا ذا قيمة عالية مثل قائد القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زاده، الذي يتهم بأنه كان العقل المدبر للهجوم بالمسيرات والصواريخ الذي تعرضت له إسرائيل.

كما يمكن لإسرائيل أيضا ملاحقة المواقع العسكرية أو مستودعات الأسلحة داخل البلاد، أو حتى مقرات الحرس الثوري الإيراني.

ويرجح مولروي أن تختار إسرائيل الرد مباشرة في إيران، رغم أنه من المحتمل أن تحاول الولايات المتحدة ثنيها عن ذلك لاحتواء الموقف.

وترى المجلة أن قضاء إسرائيل على هدف عالي القيمة قد يمنحها مزيدا من الوقت، وقد يكون كافيا لإرسال إشارة رادعة إلى إيران بدون إغضاب واشنطن.

ومع ذلك، لا يزال هناك خطر الفشل العملياتي في مهاجمة زعيم مثل حاجي زاده أو منشأة تابعة للحرس الثوري الإيراني في ظل التأهب العالي للإيرانيين.

كما أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة ودول أخرى من أجل التصرف بهدوء قد تثني إسرائيل عن الاستجابة السريعة.

إذا كان القادة الإسرائيليون قلقين بشأن تصاعد التوترات مع إيران، فقد يختارون الرد الأدنى أي استهداف من تطلق عليهم واشنطن وكلاء إيران في الشرق الأوسط أو الانخراط في هجمات إلكترونية ضد طهران.

وفي هذا الإطار، ترى المجلة أن حزب الله هو أقرب وأهم جماعة وكيلة لإيران في المنطقة، وقد شنت إسرائيل بالفعل ضربات انتقامية ضد الجماعة المسلحة في لبنان على مدى الأشهر الستة الماضية، لكنها قد تختار شن حملة عسكرية أكثر كثافة.

لكن ذلك، وفقا للمجلة، يحمل في طياته مخاطر خاصة بالنسبة لإسرائيل، إذ يحاول حزب الله منذ هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، تجنب الانجرار إلى حرب شاملة مع إسرائيل.

ولكن المجلة تنقل عن أحد كتابها قوله إن حزب الله إذا قرر الانخراط في حرب شاملة، فسيمثل ذلك تصعيدا دراماتيكيا، في ظل ترسانته الصاروخية الكبيرة ومقاتليه المدربين بشكل جيد والمتمرسين في القتال.

ولا شك أن الجماعة ستتكبد خسائر فادحة، ولكن الأمر نفسه قد يحدث لإسرائيل، وفقا للمجلة.

ومع ذلك، تقول فورين بوليسي إن إسرائيل تجد نفسها مضطرة للرد على طهران بعد أن تجرأت على ضربها مباشرة على أرضها، مشيرة إلى أن نتنياهو ربما يجد ضغوطا كبيرة من المتشددين في حكومته الحربية من أجل رد أقوى.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )