المساء اليوم - حكيم اعديّل: بعد ظهوره التلفزيوني الكارثي قبل أيام على القناة التلفزيونية "مدي 1 تي في" الأسبوع الماضي، يحاول رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، محو الصورة السيئة التي تركها ذلك الظهور عبر لقاء آخر في وكالة المغرب العربي للأنباء الثلاثاء المقبل. ويحل الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، يوم الثلاثاء 3 غشت، ضيفا على ملتقى وكالة المغرب العربي للأنباء، وذلك لمناقشة موضوع "حزب العدالة والتنمية و انتخابات 2021: هل دقت ساعة تقديم الحصيلة؟". وسينظم اللقاء بمقر وكالة المغرب العربي للأنباء بالرباط ابتداء من الساعة 9 صباحا، لبحث مختلف القضايا السياسية والحزبية الراهنة في أفق تنظيم الانتخابات العامة التي ستشهدها المملكة هذه السنة. ويبدو من خلال الفارق الزمني القصير بين آخر ظهور له ببرنامج "مواجهة للإقناع" على قناة "مدي1 تي في"، ليلة الأحد الاثنين الماضي، وبين ظهوره المقبل في وكالة "لاماب" الثلاثاء المقبل، أن العثماني مستعجل لمحور الصورة السيئة جدا الذي تركها ذلك البرنامج، سواء في أذهان المشاهدين العاديين، أو في أوساط أعضاء حزب العدالة والتنمية وقيادييه. وفي برنامج "مواجهة للإقناع"، على قناة "مدي 1 تي في"، أثار العثماني شفقة المشاهدين، بالنظر إلى المستوى الهزيل جدا الذي ظهر به، حيث بدا كسياسي مبتدئ غارق في الاضطراب وفاقد للبوصلة بشكل مطلق. وفي كل محاور البرنامح، بدا العثماني الحلقة الأضعف في اللقاء، وكانت ملامح الارتباك القوي بادية عليه وهو يجيب على أسئلة صحافيين، لم يكونوا، بالتأكيد، يبادلونه الكثير من الود، واستمتعوا كثيرا برئيس حكومة يتمنى نهاية البرنامج بفارغ الصبر. وغابت عن وجه العثماني ابتسامته العفوية، وامتقع لونه أكثر من مرة، ولم ينجح في الإجابة المنطقية على العديد من الأسئلة، إلى درجة تحول فيها رئيس الحكومة إلى ما يشبه طفلا غرا في جلسة للكبار. ومن سوء حظ رئيس الحكومة أن بث البرنامج كان مباشرا، أي أنه لم يكن يتوفر على أية فرصة لوقف البرنامج أو تغيير توقيته، أو على الأقل، طلب استراحة لاستعادة بعض من رباطة جأشه التي فقدها بالمرة خلال البرنامج. وأضر ذلك الظهور كثيرا بصورة حزب العثماني على بعد أسابيع قليلة من الانتخابات العامة بداية سبتمبر المقبل، حيث يطمح إخوان العثماني إلى تكذيب التكهنات التي تتنبأ لهم بهزيمة انتخابية مؤكدة.