المساء السوم - أ. فلاح: عندما كان فوزي لقجع، رئيس جامعة الكرة، يتسلم علم كأس إفريقيا من يد الرئيس الإيفواري بعد نهاية المباراة النهائية، فإن فريق النهضة البركانية، الذي يملكه لقجع، كان يستمتع بمجزرة تحكيمية أمام فريق اتحاد طنجة، إلى درجة أن الذين شاهدوا تلك المباراة تذكروا "سنوات الرصاص الكروية" حين كان حكام الكرة يشبهون أعضاء شبكات "الكوزا نوسترا" الإيطالية..! الحكم الذي أدار تلك المباراة يعرف بالتأكيد أن النهضة البركانية في يد "إله" جامعة الكرة فوزي لقجع، وأن خصمه اتحاد طنجة شبه يتيم بلا سند ولا معيل، لذلك كان من الطبيعي تطبيق "شيء من غزة" في هذه المباراة. أبشع ما حدث في هذا اللقاء هو أن مدافعا لنهضة بركان أخرج كرة من المرمى بيده، والحكم، كأحد القردة الثلاثة، لم ير شيئا، وحتى حكام "الفار" يبدو أنهم لم يحضروا للملعب، وذلك طبيعي لأن نهضة بركان صارت بقرة مقدسة لأنها في ملكية "إله الكرة" في المغرب! يعرف لقجع، أو "لقدجاع" كما يسميه الجيران في الجزائر، أن عيون العالم مسلطة على المغرب بعد نيله شرف تنظيم حدثين كرويين عالميين، كأس إفريقيا العام المقبل، ومونديال 2030، وأن ذلك يتطلب، على الأقل، إعطاء صورة إيجابية عن المغرب، ليس في الملاعب والبنية التحتية فقط، بل في كل شيء، وعلى رأسها التحكيم، الذي لا يزال يعود، بين الفينة والأخرى، إلى سنوات الرصاص. ما جرى في تلك المباراة فضيحة، والأكيد أن صورة التحكيم المغربي تأثرت بشكل كبير، فماذا يفيد الكرة المغربية مساندة فريق "السيد الرئيس" لكي يفوز بأي ثمن، مقابل أن يخسر المغرب سمعته الكروية. للأسف فإن العقليات المسيرة للمجال الكروي في هذه البلاد لا تزال غارقة في أوحال التخلف، وهي تحاول الاختباء خلف إنجازات هنا وهناك، لكن في ساعة الحقيقة تطفو كل الأوساخ على السطح ونكتشف أنه يلزمنا وقت طويل حتى نكتسب احترافا كرويا حقيقيا. كان يفترض أن يستقيل فوزي لقجع من رئاسة فريق نهضة بركان، فهو رئيس جامعة الكرة وهذا يتطلب منه محاولة الحفاظ على تساوي الحظوظ بين كل الفرق، وأيضا معاقبة كل من يتورط في شبهات تسيء للكرة المغربية، لكن يبدو أننا لا نزال بعيدين عن تحقيق تقدم كروي حقيقي، وفي انتظار أن يتحقق هذا الحلم سيبقى فوزي لقجع "إله الكرة"، ونهضة بركان "بقرة مقدسة"..!