المساء اليوم – متابعة: أيام قليلة فصلت قرار حكومة عزيز أخنوش تخصيص دعم استثنائي لمهنيي قطاع النقل الطرقي، "خوفا من انهيار القدرة الشرائية"، وقرار الزيادة الجديدة في أسعار المحروقات دون سابق إنذار، حيث صُدم المواطن المغربي أمس الأحد بزيادات جديدة في أسعار المحروقات، حيث وصل ثمن الغازوال إلى 13 درهما للتر الواحد، فيما قفز سعر ثمن اللتر الواحد من البنزين إلى أزيد من 14 درهما. وفي هذا السياق، قال الأمين العام للإتحاد المغربي للشغل الميلودي موخاريق، إن "شركات المحروقات تمتص دماء المغاربة داعيا الحكومة إلى حماية القدرة الشرائية للمواطنين"، منتقداّ الدعم الحكومي المقدم لفائدة مهنيي النقل، واصفاً إياه بـ"غير العادل، والذي تستفيد منه البرجوازية التي تمتلك رخص النقل وخاصة نقل الحافلات التي خصص لها 7000 درهم لكل حافلة". وأوضح موخاريق خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الـ11 للاتحاد المحلي للنقابات، التي عقدت الأحد في مدينة وجدة، أنه طرح على رئيس الحكومة ملف الزيادة في أسعار المحروقات، خلال اللقاء الذي جمع نقابته مع الحكومة، مُطالباً أخنوش بـ"الإلغاء الكلي أو الجزئي للرسوم الضريبية المفروضة على استهلاك المحروقات والتي تقدر بـ3 دراهم في اللتر الواحد، وتسقيف هامش أرباح الموزعين التي تبلغ 1.5 درهم في اللتر". وأضاف أن أول ما طرحته نقابته أمام رئيس الحكومة في اللقاء الأول مع أخنوش، في إطار الحوار الاجتماعي، هو غلاء المعيشة وضرب القدرة الشرائية للمواطنين والأجراء والفئات الشعبية، مُطالباً بوضع حد لهذا الأمر، على إعتبار أن الحكومة لها الميكانيزمات الكافية لحماية القدرة الشرائية للمغاربة. كما شن موخاريق هجوما لاذعا على رئيسي الحكومتين السابقتين، سعد الدين العثماني، وعبد الاله بن كيران اللذان لم يسميهما بالإسم، وقال إن "الحكومات السابقة وخاصة الحكومتين السابقتين هاجمتا الأجراء، وحاولتا تمرير قوانين تراجعية خاصة في مجال التقاعد، برفع سن التقاعد إلى 65 سنة وزيادة المساهمة وتخفيض المعاشات على حساب الأجراء". وأضاف "لقد قاومنا هذه القرارات في الشارع والبرلمان وتوفقنا إلى حد ما وأوقفنا مجموعة من القرارات"، مشيراً إلى أن الاتحاد المغربي للشغل قاطع جلسات الحوار التي دعت إليها الحكومة السابقة، رغم إستدعاءات "الطبيب" في إشارة إلى رئيس الحكومة السابق سعد الدين العثماني. من جهتهم، حذر مهنيو النقل الذين استفادوا من دعم استثنائي مرة واحدة، من خطورة أن تنعكس من جديد هذه الزيادات في أسعار المحروقات، على العديد من أثمنة المواد الأساسية، ويجد المواطن المغربي نفسه في قلب أزمة ستزيد من تعميق متاعبه المادية والاجتماعية، خصوصا على الفئات الأكثر هشاشة والفقيرة. وتأتي هذه الزيادة بعد ارتفاع ملموس في أسعار النفط في الأسواق العالمية حيث اقترب من 130 دولار للبرميل، بسبب تواصل الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي ينذر خبراء بأنها تنطوي على مستقبل مجهول، سيتسبب في قطع إمدادات البترول عالميا، واختفاء المزيد من المخزون الاحتياطي.