المساء اليوم - متابعة: في الوقت الذي تتأكد فيه، يوما بعد آخر، مشاركة العاهل المغربي محمد السادس، في القمة العربية بالجزائر مطلع نونبر المقبل، تسود تساؤلات حول طبيعة هذه المشاركة الرفيعة من جانب المغرب في بلد لا تربطه به علاقات دبلوماسية، بل وتسود توترات كثيرة هذه العلاقات بسبب قضية الصحراء على الخصوص. ويبدي متابعون مغاربة وجزائريون تفاؤلاً بترميم العلاقات بين البلدين، فيما يسود تساؤل أكبر حول إمكانية عقد لقاء ثنائي على هامش القمة العربية، بين الرئيس عبد المجيد تبون والعاهل المغربي، للبحث في إنهاء القطيعة الدبلوماسية بينهما وطرح المشاكل الخلافية للنقاش. وأثار الخبر المتداول حول مشاركة الملك محمد السادس في القمة، فضولاً شعبيا في المغرب والجزائر، وطرح كثيرون احتمال أن تشهد العلاقات بين أكبر بلدين مغاربيين، انفراجة، على إثر قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما العام الماضي، بقرار جزائري، وإنهاء جفاء مستمر منذ عشرات السنين، بسبب خلافهما الحاد حول نزاع الصحراء. وكانت السلطات المغربية أجرت اتصالات مع دول الخليج لإبلاغها بمشاركة الملك شخصياً في قمة الجزائر العربية، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عربية وأوربية، وأبرزت أن "المغرب عمل بتشجيع من حلفائه الخليجيين، على المشاركة على أعلى مستوى في هذا الحدث من أجل ضمان نجاحه". كما أكدت مجلة جون أفريك الفرنسية، أن الملك محمد السادس سيشارك شخصياً في القمة العربية الـ31. وتساءلت المجلة المهتمة بالأحداث السياسية في القارة السمراء، "هل هي بداية عهد جديد في العلاقات بين الرباط والجزائر؟". وأبرزت بأن حضور الملك المغربي أعمال القمة، "قد يسهم في إزالة التوتر في العلاقات بين البلدين". كما أشارت إلى دعوة الملك، في خطاب عيد العرش أواخر يوليوز الماضي، إلى تطبيع العلاقات، حينما قال إنه "يتطلع مع الرئاسة الجزائرية حتى يتمكن المغرب والجزائر، من العمل يداً بيد من أجل إقامة علاقات طبيعية". وأكد أن "الشعبين الشقيقين يجمعهما التاريخ والروابط الإنسانية والمصير المشترك". ومما يثير الفضول أكثر حول زيارة العاهل المغربي للجزائر هو أن الرئيس تبون هو من سيكون في استقبال العاهل المغربي بالمطار حين وصوله، وكيف سيكون تصرف قائدي البلدين في اللحظة المنتظرة منذ سنوات طويلة؟، وهل ستجمعهما محادثات على انفراد، في القاعة الشرفية لمطار الجزائر العاصمة، أم في قصر الرئاسة؟. يذكر أن الملك محمد السادس قد شارك في القمة العربية التي عقدت في الجزائر عام 2005، وتجول في أهم شوارع عاصمتها، لكن لم تجمعه محادثات مع الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.