المساء اليوم – متابعة: تضاربت الأنباء عما حدث في مدينة بوتشا الأوكرانية، ففي الوقت الذي سمتها وسائل الإعلام الغربية بـ"المذبحة وعملية إبادة جماعية"، وصفتها السلطات الروسية بـ"دعاية أوكرانية غربية مفبركة". الرواية الأوكرانية والغربية وكانت السلطات الأوكرانية قد اتهمت القوات الروسية المنسحبة من محيط كييف بارتكاب جرائم حرب وترك "مشهد من فيلم رعب، فيما سموه مذبحة بوتشا"، وقال مسؤولون أوكرانيون إنه تم العثور على 410 جثث مدنيين في بلدات بمنطقة كييف تم انتشالها مؤخراً من القوات الروسية بما فيها مدينة بوتشا. وتُظهر صور الأقمار الصناعية التي التقطت في أواخر الأسبوع الماضي مقبرة جماعية يبلغ ارتفاعها 14 متراً (45 قدماً) في بوتشا بالقرب من كنيسة بالمدينة، حسبما ورد في تقرير لصحيفة "The Guardian" البريطانية. وقالت شركة ماكسار التي التقطت صور المقابل إن أولى علامات حفر مقابر جماعية شوهدت في 10 مارس 2022، بعد عدة أسابيع من الغزو. وحسب تقرير لمجلة "Time" الأميركية فإن الجثث المتناثرة في المدينة كانت مقيدة الأيدي مع إصابات من طلقات نارية من مسافة قريبة وعلامات تعذيب. "ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأمر بـ"الإبادة الجماعية والمذبحة"، وزعم الرئيس الأوكراني أن بعض النساء اللائي عثر عليهن ميتات تعرضن للاغتصاب قبل قتلهن، ثم أحرق الروس الجثث، وخاطب الرئيس الأوكراني أمهات الجنود الروس قائلاً، "حتى لو قمتن بتربية اللصوص، كيف أصبحوا جزارين أيضاً؟". الرد الروسي على اتهام موسكو بارتكاب مذبحة بوتشا.. من جانبها، قالت وزارة الخارجية الروسية إن صور القتلى المدنيين في بلدة بوتشا الأوكرانية كانت "بأوامر" من الولايات المتحدة في إطار مؤامرة لتوجيه اللوم لموسكو. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في مقابلة للتلفزيون الرسمي في وقت متأخر من مساء الأحد، "من هم أساتذة الاستفزاز؟ بالطبع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي". وقالت زاخاروفا إن التنديد الغربي الذي صدر على الفور يشير إلى أن الرواية جزء من خطة لتشويه سمعة روسيا. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الحقائق والتسلسل الزمني للأحداث في بوتشا لا يدعم الرواية الأوكرانية للأحداث وحث القادة الدوليين على عدم التسرع في إصدار الأحكام، "يجب التشكيك بجدية في هذه المعلومات، من خلال ما رأيناه، حدد خبراؤنا علامات تزوير مقاطع فيديو وتزييفات أخرى". وقالت وزارة الدفاع الروسية إن الصور "استعراض مسرحي جديد قام بتلفيقه نظام كييف"، مضيفة في بيان أن الصور ومقاطع الفيديو للجثث "أشرف عليها نظام كييف ووسائل الإعلام الغربية"، مشيرة إلى أن عمدة بوتشا لم يذكر أي انتهاكات بعد يوم من مغادرة القوات الروسية، وأن جميع الوحدات العسكرية الروسية غادرت البلدة في 30 مارس، وأن المدنيين كانوا أحراراً في التنقل بأنحاء البلدة أو الخروج منها عندما كانت خاضعة للسيطرة الروسية. الأمم المتحدة تطالب بالتحقيق وهيومان رايتس توثق الانتهاكات الروسية وغرد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قائلاً إنه "صُدم بشدة من صور القتلى المدنيين في أوكرانيا التي تم تداولها خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأضاف "من الضروري أن يؤدي تحقيق مستقل إلى مساءلة فعالة". من جهة قالت "هيومن رايتس ووتش" إنها وثَّقت عدة حالات لارتكاب القوات العسكرية الروسية انتهاكات لقوانين الحرب ضد المدنيين في المناطق المحتلة في مناطق تشيرنيهيف وخاركيف وكييف في أوكرانيا. وتشمل هذه حالات الاغتصاب المتكرر، قضيتين للإعدام بإجراءات موجزة، واحدة لستة رجال والأخرى لرجل؛ وحالات أخرى من العنف غير القانوني والتهديدات ضد المدنيين بين 27 فبراير و14 مارس 2022، مشيرة إلى وقوع جرائم بمدينة بوتشي وغيرها من ضواحي كييف، ولكن تقرير المنظمة لم يشِر إلى حجم المذابح التي تتحدث عنها السلطات الأوكراني، كما لم يشر إلى كلمة الإبادة الجماعية. ومن الصعب العثور على روايات موثقة مماثلة للروايات الأوكرانية من حيث حجم وبشاعة المذابح من منظمات يمكن وصفها بالمستقلة، فالرواية الرئيسية السائدة في الإعلام الغربي هي الرواية الأوكرانية، عبر جولات ومشاهدات وفرها المسؤولون الأوكرانيون لمراسلي الإعلام الغربي.