احتفاء إسباني بأمير قطر.. الدوحة على خط أزمة الغاز في إسبانيا

المساء اليوم – متابعة:

اعتبرت أوساط إعلامية إسبانية الاستقبال الحافل الذي حظي به أمير قطر تميم بن حمد في العاصمة الإسبانية مدريد، جزءاً من “خطوة دبلوماسية لها أبعاد واضحة، باعتبار أن الدوحة ليست حليفا محتملا لمدريد فقط، بل هي مستثمر مهم في البلاد”.

ورغم القضايا الكثيرة على أجندة زيارة أمير قطر، إلاّ أن ملف الطاقة يبقى واحداً من أكبر القضايا الجيوسياسية التي سيتم التطرق إليها، إذ تسعى إسبانيا إلى تأمين استيراد الغاز القطري، استعدادا لاحتمال الاستغناء بشكل نهائي عن الغاز الجزائري، جراء الأزمة الدبلوماسية المستمرة بين البلدين بسبب تغيير مدريد موقفها الرسمي من قضية الصحراء المغربيةن والتهديدات الجزائرية المبطنة بوقف تزويدها بالغاز في حال تأكد أنها توجه جزءا من غاز الجزائر إلى المغرب.

ونقلت صحيفة “Público” الإسبانية عن الباحث في العلاقات الأورومتوسطية في مركز الشؤون الدولية في برشلونة إدوارد سولير إي ليشا، قوله إن “الجميع في إسبانيا لا يرغب في أن يرى الأزمة الدبلوماسية مع الجزائر تؤدي إلى أزمة غاز في إسبانيا، إلا أنه من الجيد لإسبانيا تنمية علاقات ثنائية جديدة مع موردي غاز محتملين”.

وتخطط مدريد إلى تجاوز الغاز الجزائري عبر اتفاق جديد مع الدوحة، يضاف إلى الالتزام الأميركي بزيادة صادرات الغاز إلى إسبانيا بنسبة 30%.  وتملك قطر ثالث أكبر احتياطي غاز في العالم، هي حاليا خامس أكبر مورد لإسبانيا للغاز الطبيعي بعد الولايات المتحدة والجزائر ونيجيريا ومصر. وشّكل الغاز المستورد من الإمارة 4.4% من إجمالي الواردات الإسبانية في أبريل، وفقا لمشغل شبكة الغاز الإسبانية.

دخول قطر على خط أزمة الغاز في إسبانيا اعتبره البعض، خطوة استفزازية للجزائر، باعتبار الدوحة حليف على مستوى القضايا الإقليمية، لكن المصالح لا تخضع عادة للتحالفات السياسية، فالإتفاقيات التي يفترض أن يتم الإعلان عنها في نهاية زيارة أمير قطر بشأن إمدادات الغاز إلى إسبانيا، هي جزء من تحرك قطري أوسع لتوفير كميات إضافية لأوروبا ضمن استراتيجية التخلص التدريجي من الاعتماد على الغاز الروسي، وهو ما يعني حسب خبراء في مجال الطاقة، أن الدوحة لن تقرأ حسابا لأيّ جهة، حيث من المقرر توقيع 12 عقدا تجاريا خصوصا في مجالات الطاقة.

وتريد إسبانيا، في إطار جهودها لتعزيز اقتصادها، استغلال محطات الغاز الطبيعي المسال الاحتياطية وقدرتها التخزينية كي تصبح مركزا للطاقة لدول الاتحاد الأوروبي التي تسعى لتقليل اعتمادها على روسيا. لكنها ما زالت تفتقر إلى طاقة إعادة التصدير للشمال لتحقيق طموحها هذا.

ويتطلب مشروع مركز الطاقة المزيد من الواردات من قطر التي تصدر حاليا 77 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا وتأمل في زيادتها إلى 126 مليون طن بحلول 2027، كما أعلنت الدوحة عزمها زيادة حجم استثماراتها في إسبانيا بمقدار خمسة مليارات دولار، وجاء في بيان للخارجية القطرية أن “حجم الاستثمارات المتفق عليها مع الجانب الإسباني يبلغ 5 مليارات دولار في مختلف القطاعات”.

كما أوضح الشيخ تميم إن جهاز قطر للاستثمار، صندوق الثروة السيادي القطري، الذي تبلغ أصوله 300 مليار دولار يعتزم استثمار خمسة مليارات دولار في مشروعات إسبانية، وهو الأمر الذي اعتبره رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دليلاً على ثقة قطر في قوة الاقتصاد الإسباني.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )