المساء اليوم - سناء رملي: عرفت أجزاء واسعة من المغرب، وخصوصا منطقة الشمال، خلال اليومين الماضيين مرور سحب صفراء فاقعة وغبار دقيق بنفس اللون، والذي زحف رويدا منذ ظهر الخميس من جنوب إسبانيا نحو شمال المغرب، ثم نحو باقي المناطق الداخلية للبلاد. ورافق هذه السحب الصفراء هطول أمطار غزيرة، كانت بدورها محملة بطين أصفر دقيق، وهو ما حول الشوارع والسيارات وأسطح المباني إلى اللون الأصفر. هذا الظاهرة الطبيعية أثارت الكثير من التساؤلات حول أسبابها وانعكاساتها، حيث يعتبرها الخبراء ظاهرة إيجابية بنسبة كبيرة ولا يجب أن تثير القلق. ويقول الخبراء إن سبب الأمطار الطينية الصفراء التي تساقطت مؤخرا في مناطق متفرقة من المغرب وإسبانيا كانت محملة بغبار صحراء أفريقيا. ويقول خبير أرصاد جوية "هناك مركز ضغط منخفض في شمال بلادنا، خاصية الضغط المنخفض يتحرك في الاتجاه المعاكس للساعة، وبعبارة أخرى، فإنه يجلب الغبار من أفريقيا إلى بلدنا. ثم سيغادر غبار الصحراء تدريجيا، بدءا من الشمال الغربي حيث ستغير الرياح اتجاهها". ويتابع "مع هطول الأمطار، يمكننا أن نرى آثار غبار الصحراء في الهواء على المركبات، ومع نزول المطر من السحابة، فإنه يجلب كل الغبار العالق ويسبب تساقط الطين، وهذه الأمطار معروفة بترك السيارات مليئة بالطين". ويؤكد الخبراء أن هذه الأمطار شائعة جدًا في فصلي الربيع والصيف. ومع ذلك ، فهي ظاهرة يمكن أن تحدث في أي وقت من السنة. إنه شيء فريد تقريبًا بالنسبة لإسبانيا بسبب موقعها، وأيضا بالنسبة لشمال المغرب، وسبب حدوثها يكمن في الغبار الأفريقي، فالصحراء الكبرى قريبة نسبيًا من المغرب وشبه الجزيرة الأيبيرية. وفي بعض المناطق تسمى هذه الأمطار الطينية الصفراء "زخات الدم" لأنه في الموسم الأكثر دفئًا، يمكن للطين المترسب أن يكتسب صبغة حمراء صغيرة. ومن الممكن التنبؤ بهذه الأمطار بشكل عام بفضل صور الأقمار الصناعية. ومن خلال الصور التي يتم الحصول عليها من القمر الصناعي يمكن رؤية دوامة سحب من الغبار. ويعتبر شمال المغرب وجنوب إسبانيا من بين المناطق الأكثر تعرضا للأمطار الطينية الصفراء بسبب القرب من الصحراء الأفريقية. ولا يمكن اعتبار هذه الأمطار الطينية مضرة، فباستثناء تلطيخها للسيارات وترويج عمل محالات غسل المركبات، فلها جوانب مفيدة مثل دورها في تغذية الأرض والمحيطات، حيث تنتقل المعادن المعلقة والبكتيريا والجراثيم وحبوب اللقاح جنبًا إلى جنب مع الغبار ورمال جنوب الصحراء. كما أن لهذه الظاهرة الطبيعية جانب رومانسي وجمالي، حين تضفي على شروق وغروب الشمس مظهرا خلابا وكأنها تضيء المكان بمصابيح سحرية فاتنة.