الجزائر والنأي عن صراع الكبار.. مخاوف من أن تصبح محور استقطاب “مفتوح” بين موسكو وواشنطن

المساء اليوم – متابعة:

منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية مطلع العام الجاري وجدت الجزائر نفسها بين مطرقة الغرب وسندان روسيا،  لكن وتيرة الضغوط تضاعفت بالآونة الأخيرة، في ظل مخاوف من هوامش المناورة المتاحة لحكومة عبد المجيد تبون للنأي بنفسها عن صراع الكبار.

ووفق مراقبين فإن هذه الضغوط قد تجعل الجزائر في موقع حرج للغاية وأمام سيناريوهات فائقة الحساسية، فـ”إما الانحياز إلى طرف ما والاستعداد لرد فعل الطرف الثاني، وإما تقديم المزيد من التنازلات إلى الذي يضغط أكثر، أو الاستمرار في مسعى التوازن بإرضاء الطرفين وعدم إزعاج أي منهما”.

فالجزائر تتجه إلى أن تكون محور استقطاب مفتوح بين موسكو وواشنطن مستقبلاً، “ولو استطاعت إلى حد الآن النأي بنفسها عن الضغوط الكبيرة، فهي تلبي مطالب الغرب بضخ كميات إضافية من الغاز إلى الأسواق الأوروبية من جهة، وتستمر من جهة أخرى في تعاونها العسكري مع روسيا والحفاظ على مكانتها كزبون مهم لسوق السلاح الروسي”.

ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية مطلع العام الجاري وجدت الجزائر نفسها بين مطرقة الغرب وسندان روسيا، ناهيك عن  الأزمة السياسية الداخلية التي تُعانيها، لكن مراقبين يقولون، إن حكومة تبون “مستعدة إلى حد الآن للتعاون مع جميع الأطراف بشكل يضمن لها الاستمرار في مواقعها، وأنها مستعدة لتقديم تنازلات لأي من الطرفين.

لكن مخاوف السقوط في فخ الانحياز تبقى قائمة، وهو ما سيكون خطرا حقيقيا على البلاد،  “في حال أصبحت محور استقطاب مستقبلي، خاصة إذا لم تحسن إدارة التوازن واستغلال الصراع لصالحها قبل أن يكون عليها”، وفق مراقبين.

وسبق للرئيس الروسي فلادمير بوتين، أن شدد على موقف بلاده من علاقاتها وتحالفها التاريخي والإستراتيجي مع الجزائر، منوها بما أسماه بـ”الخط المتوازن الذي تنتهجه الجزائر في الشؤون الإقليمية والدولية”، الأمر الذي يعتبره الغرب والولايات المتحدة، استدراجا للجزائر إلى الحلف الروسي “عبر التذكير بالمواقف المشتركة بين الطرفين حول العديد من القضايا والملفات الإقليمية والدولية”، كما يزيد من استياء الغرب، وخاصة واشنطن من مثل هذا التقارب المقلق لها.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )