المساء اليوم - الرباط: أثار قرار وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، سحب جائزة للمغرب للكتاب من الفائزين بها العام الماضي، ردود فعل متباينة، حيث يعتبر ذلك سابقة في تاريخ هذه الجائزة منذ ولادتها قبل خمسين عاما. وكان المهدي بنسعيد، قرر سحب جائزة المغرب للكتاب من 9 كتاب مغاربة كانوا قد حصلوا عليها مناصفة خلال دورة 2021، بعد أن طاليوا، في رسالة جماعية موجهة إلى الوزير، بمبلغ الحائزة كاملا لكل واحد منهم. وفي رد للوزير على الكتاب التسعة قال إن ما طالبوا به يعد سابقة في تاريخ جائزة المغرب للكتاب، التي تجاوز عمرها نصف قرن من الإشعاع المبني على استحضار جوانبها الاعتبارية ومكانتها المعنوية”. وتأسف الوزير لنا أسماه "ااختزال كل دلالات الجائزة في قيمتها المادية”، معتبرا أن مبدأ المناصفة معمول به عالميا ويقوم على اقتسام مبلغ الجائزة بين الفائزين بالمناصفة. وأضاف بنسعيد أن وزارته لم تدخر جهدا في الرفع من مبلغ مكونات الجائزة وإضافة أصناف أخرى إليها، “لكنها بالمقابل لن تقبل المساس بالاعتبار المكفول لأول وأعرق جائزة مغربية في مجال الكتاب”، يضيف. الكتاب التسعة الذين وجهوا الرسالة الى الوزير يحيى اليحياوي، إدريس مقبول، يحيى بن الوليد، أحمد بوحسن، الطيب أمكرود، محمد الجرطي، محمد علي الرباوي، حسن أوبراهيم أموري، وبوبكر بوهادي. وخلق هذا الحدث غير المسبوق انقساما في الرأي داخل الأوساط الثقافية المغربية، حيث اعتبر البعض مطالبة الكتاب بمبلغ الجائزة كاملا لكل واحد منهم تعديا على رمزية هذه الجائزة واختزالها في مبلغ مالي، فيما قال آخرون ان منح جائزة الكتاب لتسعة أشخاص غير منطقي في الأصل وأن الخطأ ارتكبته وزارة الثقافة في الأصل. وقال كاتب مغربي، للمساء اليوم، فضل عدم الكشف عن اسمه، إن وزارة الثقافة ارتكبت خطأ كبيرا حين منحت الجائزة لتسعة كتاب دفعة واحدة، وأن هذا لا يمكن أن نجد له شبيها في بلد آخر، لأنه ابتذال وتبخيس من القيمة الرمزية للجائزة. وأضاف الكاتب أن رسالة الكتاب التسعة هي في جوهرها احتجاج على توزيع الجائزة بين تسعة كتاب، حتى لو كانت رمزية، وأن الهدف من الرسالة هو إبلاغ الوزارة بأن ما فعلته خطأ. وأشار المصدر إلى أن رسالة الكتاب التسعة أدت دورها كاملا، حتى لو فهمها البعض خطأ، وأن وزارة الثقافة، لن تعود بالتأكيد إلى توزيع جائزة الكتاب على كل هذا العدد من الكتاب.