المساء اليوم - الرباط: خلق نائب برلماني ينتمي لحزب "الأصالة والمعاصرة" الحدث حينما طالب، في طلب عاجل للحكومة، بفتح المعابر البحرية، بضعة أيام فقط على انجلاء الغيوم عن سماء العلاقات المغربية الإسبانية بعد الرسالة التي وجهها رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى الملك محمد السادس. وأثارت رسالة البرلماني عادل الدفوف، موجة عارمة من السخرية والاستهجان على مواقع التواصل، وتم اتهامه بكونه يريد الركوب على المجهودات الدبلوماسية للمغرب، والتي استمرت على مدى أشهر طويلة. ووصفت تعليقات مواطنين مبادرة الدفوف التي تطالب بفتح المعابر البحرية بأنها "مبادرة غبية وموقف بليد" من طرف برلماني حاول الركوب على مجهودات دبلوماسية متواصلة للمغرب من أجل تحقيق نصر تاريخي بخصوص قضية الصحراء. وكان عادل الدفوف، البرلماني عن مدينة طنجة باسم حزب التراكتور، وجه مؤخرا سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجستيك، طالب فيه بإعادة فتح الحدود البحرية بين ميناء طنجة وإسبانيا، من أجل إنعاش السياحة. وأضاف السؤال الكتابي قائلا "نسائلكم عن الإجراءات والتدابير الحكومية المتخذة من أجل إعادة فتح الرحلات البحرية بين ميناء طنجة وإسبانيا في أقرب الآجال". ووصف معلقون هذا السؤال الكتابي بأنه واحد من أغبى الأسئلة في تاريخ مجلس النواب المغربي، على اعتبار أنه "محاولة بليدة للركوب على إنجاز دبلوماسي كبير للمغرب من أجل تحقيق مكاسب انتخابية وسياسية". استغربت مصادر حزبية كيف أن هذا السؤال تم توقيعه من طرف فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، وهو ما يعني أن الفريق البرلماني "البامي" كله يتحمل مسؤولية هذه "الزّطْمة السياسية". وأضافت هذه المصادر كيف أنه، ضمْن الفريق البرلماني لحزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، وهم يقاربون المائة برلماني، لا يوجد برلماني واحد عاقل يمكنه أن ينبههم إلى أن هذا السؤال لا يمكن أن يتم لأنه "حركة سياسية بليدة جدا"، وفق تعبير هذه المصادر. من جهتها قالت مصادر لـ"المساء اليوم" إن البرلماني عادل الدفوف يستغل سياسيا حنكة الملك محمد السادس في التدبير الحكيم لملف الصحراء ويحاول الركوب على المجهودات الدبلوماسية للمغرب من أجل تحقيق مكاسب انتخابية ضيقة". وأضافت هذه المصادر أن "الجميع يعلم أن إغلاق الحدود البرية والبحرية بين المغرب وإسبانيا كان بسبب إصرار المغرب على الحصول على موقف إسباني واضح بخصوص قضية الصحراء، وبالتالي فإن قضية فتح الحدود البحرية والبرية الآن صارت تحصيل حاصل بعد الموقف الإسباني الجديد، وأن عملية الاستعداد لفتح الحدود البرية والبحرية صار مسألة وقت فقط، لذلك لا معنى إطلاقا لسؤال البرلماني البامي، الذي ارتكب غلطة يجب أن يحاسب عليها. وأشارت هذه المصادر إلى أن القضايا المصيرية والاستراتيجية للبلاد لا يجب أن تكون موضوع عبث ومحاولة الركوب عليها من طرف أي كان، وأنه كان من الأجدى للبرلماني الدفوف أن يطالب بفتح تحقيق في ملابسات بيع جماعة طنجة لبقعتها الأرضية في منطقة "بوبانة" والكشف عن الهوية الحقيقية للفائزين بهذه الصفقة المشبوهة".