المساء اليوم - متابعة: بدأت تايوان في إخضاع أفراد جنود الاحتياط لتدريب صارم جديد يمتد لـ14 يوماً، من أجل الاستعداد لهجوم محتمل من الجيش الصيني، تزامناً مع الهجوم الروسي على أوكرانيا، وحسب تقرير لـ(CNN) الأميركية فإن قوة جنود الإحتياط التايوانيين ضمّت 400 فردا وأنهم كانوا من أوائل الخاضعين لجدول التدريب الصارم. وقدمت الحكومة الجدول الجديد الذي يمتد لـ14 يوماً خلال الشهر الجاري، بدلاً من الجدول السابق الذي كان يمتد لسبعة أيامٍ فقط، وذلك لتعزيز الجاهزية القتالية للجزيرة. فيما أثارت التدريبات الإضافية حفيظة بكين، لكن المحللين العسكريين والمشرعين يُحذّرون من أن تلك الخطوات لن تكون كافيةً لصدّ الهجوم المحتمل من جانب أحد أقوى جيوش العالم. رغم أن الحرب في أوكرانيا تحدث على الجانب الآخر، إلاّ أنها أثارت الجدل في الجزيرة حول ما يُمكن لتايوان فعله من أجل الاستعداد، خصوصاً بعد أن أجرت بكين مناورات للجاهزية القتالية بجوار الجزيرة خلال الأشهر القليلة الماضية، وكانت تايبيه قد ردّت بتخصيص مبلغٍ قياسي للإنفاق الدفاعي في العام الجاري، إضافة إلى 8.7 مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة، لتعزيز قدرات الحرب غير المتكافئة. كما تشمل تلك الجهود أيضاً تطوير صواريخ جديدة بعيدة المدى لاستهداف المنشآت العسكرية الصينية في حالة اندلاع الحرب، فيما تبحث حكومة تايوان أيضاً مسألة زيادة حجم جيشها الذي يضم 160 ألف فرد في الرتب المهنية التطوعية بالكامل. إذ إنّ حجم جيش تايوان يُساوي أقل من عُشر حجم جيش التحرير الشعبي الصيني، رغم امتلاك تايوان أكثر من مليون فرد من جنود الاحتياط الذين يمكن استدعاؤهم عند الحاجة. حيث أشارت الرئيسة تساي إينغ ون إلى أن قوات الاحتياط يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في دفاعات تايوان في حال حدوث غزو، مما يُشبه الوضع في أوكرانيا التي قامت حكومتها بتسليح المواطنين العاديين، للمساعدة في حماية المدن من القوات الروسية المهاجمة، مضيفة "تُطبِّق هذه المهمة التدريبية روح (الدفاع الشامل). ويجب على كل جندي احتياط… أن يفترض احتمالية وقوع الحرب داخل مدينته". وتهدف مبادرة (الدفاع الشامل) التايوانية إلى رفع مستوى المعرفة العسكرية العامة داخل الجزيرة الاسيوية الصغيرة، مما سيُمكّن الحكومة من تعبئة العامة إذا لزم الأمر. كما تُلزم القوانين الحالية جميع الرجال التايوانيين المؤهلين، بين عمر 19 و36 عاماً، بالخضوع لأربعة أشهر من التدريب العسكري الإلزامي. ينضم بعضهم إلى قوات الاحتياط عقب انتهاء فترة التدريب الإلزامي، ليجري تكليفهم بعدها بالمشاركة في تدريباتٍ إضافية، مثل التدريبات التي انضم لها جنود الاحتياط في الأسبوع الجاري وتستمر لمدة 14 يوماً. كما يهدف نظام التدريب الجديد إلى تبديد المخاوف حول أن جنود الاحتياط ليسوا جاهزين للقتال، لكن الخبراء العسكريين يقولون إنهم يحتاجون في الواقع لفترة تدريبٍ إلزاميةٍ أطول. إذ صرّح شانغ يان تينغ، النائب السابق لقائد القوات الجوية التايوانية، لـ(CNN)، قبل أربعة أشهر، بأن التدريب الإلزامي "ليس كافياً على الإطلاق". كما دعا عددٌ من المشرعين من مختلف الأحزاب الأسبوع الماضي، إلى تمديد فترة التدريب الإلزامي داخل البلاد، مستشهدين بالحاجة إلى تكوين قوات احتياطٍ قوية، وأن الرجال المؤهلين في تايوان يجب أن يخضعوا لعامٍ كامل من التدريبات العسكرية، وأيضاً إشراك النساء في برامج التدريب غير القتالية، خاصةً برامج اللوجستيات العسكرية. ويتفق الخبراء على وجود أوجه اختلافٍ كبيرة بين الهجوم الروسي على أوكرانيا وشكل أي غزوٍ محتمل من الصين لتايوان. إذ إن تايوان جزيرةٌ عكس أوكرانيا، مما يعني أن بكين ستضطر على الأرجح إلى شن أكبر هجومٍ برمائيٍّ في التاريخ. ولا شك في أن الغزو المحتمل سيثير رد فعلٍ إقليمياً بفضل قرب تايوان جغرافياً من اليابان وأهميتها بالنسبة للأخيرة، حيث تقع على بعد 100 كيلومتر فقط من تايوان. كما تُعَدُّ تايوان دولةً رائدة عالمياً في توريد رقاقات أشباه الموصلات التي نحتاجها لتشغيل كل شيء، بدايةً بالهواتف الذكية ووصولاً إلى السيارات. ولهذا فإنّ غزواً من هذا النوع ستكون لها آثارٌ رجعية مضاعفة في جميع أنحاء العالم. مع ذلك فهناك دروسٌ يمكن الخروج بها من الوضع في أوكرانيا لمساعدة تايوان على الاستعداد، بحسب المحللين، فـ"الدروس المستفادة من أوكرانيا واضحة. يجب أن نتحمل مسؤولية الدفاع عن بلادنا بأنفسنا".