حكومة جزر الكناري: لا نستطيع استقبال المزيد من القاصرين المهاجرين “بكرامة”

المساء اليوم – متابعة:

أطلقت حكومة جزر الكناري الإقليمية نداء استغاثة إلى الحكومة الإسبانية المركزية وباقي حكومات الأقاليم الإسبانية، بسبب ارتفاع أعداد المهاجرين القاصرين الذين يصلون إلى أراضيها، حيث تكافح السلطات لتوفير احتياجات أكثر من 2000 قاصر غير مصحوبين بذويهم في الأرخبيل، مشيرة إلى أن الأمور وصلت إلى “حد أن القاصر المقبل الذي يصل إلى جزر الكناري سيتعين عليه أن يظل باقيا في مركز الشرطة”.

وبلغ عدد المهاجرين الوافدين إلى جزر الكناري الإسبانية (غران كناريا وتينيريفي وفويرتيفنتورا ولانزاروت) خلال عام 2020 حوالي 22 ألف شخص من المغرب ودول غرب إفريقيا مثل السنغال، أي ثمانية أضعاف ما وصل من المهاجرين إلى تلك الجزر عام 2019، والغالبية العظمى من الوافدين من الشباب، إلا أن أكثر من 2000 قاصر غير مصحوبين بذويهم وصلوا أيضًا إلى الأرخبيل هذا العام، بعضهم لا تزيد أعمارهم عن 10 سنوات.

وقالت إيراتشي سيرانو، المدير العام لشؤون حماية الطفولة والأسرة بحكومة جزر الكناري، إن حكومتها “لا تستطيع التحمُّل أكثر من ذلك”، مؤكدة وصول حوالي خمسين قاصرا إلى الأرخبيل في الشهر الماضي فقط، وخاصة إلى جزيرة (Lanzarote)، وهو ما عجل بالوصول إلى الوضع الراهن وانتهاء الأمر بامتلاء مراكز استقبال القاصرين عن آخرها.

وأوضحت أنه في الوقت الراهن تتحمل حكومة جزر الكناري مسؤولية الوصاية على ما يناهز 2800 من القاصرين غير المصحوبين بذويهم وصلوا إلى هذه الجزر في السنوات الأخيرة الماضية على متن قوارب الهجرة غير النظامية، والذين لا توفر لهم هذه الحكومة الإقليمية المأوى ولوازم الحياة اليومية فحسب، بل يتعين عليها أيضا أن توفر لهم حتى يبلغوا سن الرشد التعليم والرعاية الصحية وكل الموارد التي يجب على الأسرة تقديمها لأبنائها في الظروف العادية.

وأضافت سيرانو أنه بدون مزيد من أماكن الإيواء أو إمكانية فتح مراكز للإيواء على المدى القصير “يؤسفنى الاعتراف بأن القاصر المقبل الذي يصل إلى الجزر سيبقى رهن ما تقرره وزارة الداخلية بعد انتهاء الـ72 ساعة من الاحتجاز القانوني بمراكز الشرطة”.

وكانت منظمة (Save the Children) من بين المنظمات غير الحكومية التي أعربت عن قلقها بشأن وضع القاصرين غير المصحوبين بذويهم، إذ حذرت المنظمة من تدهور الصحة البدنية والعقلية للأطفال المهاجرين و”ظروف الاكتظاظ” التي يقيمون فيها.

ولخصت وضع هؤلاء القاصرين بالقول إنه “في عام 2019، لم يكن هناك حتى 400 قاصر غير مصحوبين بذويهم يقيمون تحت نظام حماية في الجزر منذ بداية عام 2020، ارتفع عددهم إلى ما يقدر بنحو 2500 طفل”، مؤكدة أن “نظام حماية القاصرين في منطقة صغيرة مثل جزر الكناري لا يساعد على التعامل مع مثل هذه الزيادة السريعة في عدد الوافدين”.

واعتبرت المتحدثة أنه “بدون دعم إضافي، لا يمكن لسلطات جزر الكناري استقبال وتقديم مساعدة كافية لهؤلاء الأطفال لأنها لا تملك الموارد أو المراكز التي تحتاجها لاستقبالهم، كل ما في وسعها في هذه المرحلة هو فتح المراكز وتوفير المأوى للأطفال وتقديم الطعام لهم، لكن الطفل يحتاج إلى أكثر من ذلك بكثير”.

وتحدثت المستشارة بـ(Save the Children) في إسبانيا جينيفر زوبيرولي عن نظام الحماية الذي مكن من فتح 22 مكانا للطوارئ بمساعدة المنظمات غير الحكومية لاستضافة الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم، مؤكدة أن نوع الإقامة وجودتها يختلف، لكنهم جميعا يكافحون للعثور على مترجمين فوريين لجميع اللغات التي يتحدثها الأطفال، ويحاولون توفير فرص تعليم لهم، وتنظيم أنشطة ترفيهية.

كما أشارت إلى استضافة أحد المركزين اللذين سُمح للمنظمة بزيارتهما، حوالي 40 قاصرا، والآخر حوالي 50 قاصرا، “أحدهما كان مدرسة قديمة والآخر مبنى كبير فيه العديد من الغرف. كانت المراكز تستوعب الأطفال الأصغر سنا لأنها تحاول فصلهم عن الأكبر سنا لتجنب المشاكل. وكان هناك أيضا بعض الفتيات لكن عددهم كان أقل”.

وذكرت زوبيرولي أن “كل أربعة أطفال يتشاركون غرفة، يتشاركون حماما ويتوفرون على جهاز تلفزيون في غرفتهم، لديهم أيضا مساحات مخصصة للرسم ويوفر لهم المركز متخصصين يعتنون بهم، عادة ما يكونون أخصائيين اجتماعيين يقدمون لهم الدعم النفسي، لكن في المقابل لاحظت المتحدثة قلة المترجمين”.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )