حوار.. السفيرة الأميركية في مدريد: لا دخل لواشنطن في موقف سانشيز حول الحكم الذاتي.. واسألوا الجزائر حول الغاز

 المساء اليوم:

جوليسا راينوسو، أول امرأة تتولى منصب سفيرة للولايات المتحدى الأمريكية في إسبانيا. ولدت في جمهورية الدومينيكان وترعرعت في حي برونكس النيويوركي، وتلقت تعليمها العالي في جامعات هارفارد وكولومبيا وكامبردج. احترفت مهنة المحاماة لفترة قبل أن تصبح مستشارة لوزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون ثم قاضية في المحكمة العليا.

وصلت سفيرة إلى مدريد في وقت تعاني فيه العلاقات بين مدريد وواشنطن من برود كبير، وهي تحاول إعادة بعض الدفء “النسوي” إلى هذه العلاقات. في هذا الحوار تتحدث عن الموقف الإسباني الجديد بخصوص الحكم الذاتي في الصحراء والغاز الجزائري ودور المغرب في الهجرة.. وقضايا أخرى.

 

سؤال: إسبانيا اعترفت مؤخرا بكون الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب في الصحراء هو “الحل الأساس والواقعي لحل المشكلة”، هل كان للولايات المتحدة الأمريكية دور ما في هذا الموقف الجديد، خصوصا وأن واشنطن سبقت إسبانيا إلى موقف أكثر قوة وهو اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء؟

جواب: لم ندفع إسبانيا إلى تغيير موقفها بخصوص الصحراء. لقد غيرت مدريد موقفها في هذا الموضوع من تلقاء ذاتها.

س: كانت الهجرة على مدى وقت طويل وسيلة للضغط الدبلوماسي، وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لإقامة جدار عازل مع المكسيك. المغرب بدوره يلعب دورا كبيرا في مجال الهجرة من إفريقيا نحو إسبانيا، هل تعتقدين أن هذا الموضوع أثر في تغيير الحكومة الإسبانية لموقفها بخصوص الوضع في الصحراء؟

ج: لا أعرف، والحقيقة أنه ليس لدي اطلاع واسع في هذا الموضوع حتى أدلي فيه برأيي.

س: أنت تعرفين أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، استعمل موضوع الهجرة من المكسيك وسيلة للضغط الدبلوماسي، ألا ترين أن ما يفعله المغرب بهذا الموضوع شبيه بما فعله ترامب؟

ج: لا أملك التفاصيل الكافية حتى أقول على أي شيء استند المغرب من أجل كسب الموقف الإسباني الجديد أو لماذا فعلت إسبانيا ذلك. ما أستطيع قوله هو أنه في حالة الولايات المتحدة، فإن الحوار حول الهجرة مع المكسيك كان بنّاء جدا. لقد وجدت إدارة بايدن مجال الهجرة في حالة يرثى لها، وشيئا فشيئا صرنا نرتب الموضع لأنه حساس جدا.

إن موضوع الهجرة يتطلب حوارا حقيقيا وبنّاء مع الجار في الجهة الأخرى من الحدود، أقول هذا بناء على ما عشناه في قضية الهجرة مع المكسيك، أما فيما يخص المغرب فلا أستطيع إبداء رأيي.

س: علاقات الدفاع المشترك هي الأساس في العلاقات بين واشنطن ومدريد، هل ستبقى كذلك؟

ج: لست متفقة مع هذا الطرح، رغم أن علاقات الدفاع المشترك مهمة جدا بين البلدين. هناك أسس أخرى مهمة للعلاقات بين مدريد وواشنطن، على سبيل المثال فإن الولايات المتحدة هي المستثمر الأول في إسبانيا، كما أن إسبانيا هي المستقبِل الأول للطلبة الأمريكيين. إنها علاقة على قدر كبير من الاتساع والتعقيد.

س: هناك اليوم حرب في أوربا، فهل سيكون هناك حضور عسكري أقوى للولايات المتحدة في قواعدها العسكرية في جنوب إسبانيا كما كان عليه الحال في الحروب التي جرت في البلقان والعراق وأفغانستان؟

ج: هذا شيء لا يتم تحديده فقط بناء على قواعد أمنية، حيث أن علاقتنا مع الحكومة الإسبانية سلسة بما فيه الكفاية من أجل ضمان رد قوي على الحرب التي يقوم بها بوتين في أوكرانيا، وهذا لن يتم خارج قواعد الحلف الأطلسي.

س: الحرب في أوكرانيا صارت حرب طاقة بامتياز، هل تعتبرين إسبانيا ممرا ضروريا لتزويد أوربا بالغاز؟

ج: الأمن الطاقي مهم جدا، وإسبانيا تلعب بالتأكيد دورا محوريا في هذا المجال، ولدينا نقاشات مستمرة مع الحكومة الإسبانية حول هذا الموضوع.

س: ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه الجزائر في المشهد الجديد من أجل تزويد أوربا بالطاقة؟

ج: هذا سؤال ينبغي توجيهه إلى الجزائر.

س: الولايات المتحدة الأمريكية تفاوض فنزويلا من أجل رفع العقوبات عنها لكي تستطيع تصدير البترول والتخفيف من ثقل أزمة الطاقة على المستوى العالمي. هل ترون، كأمريكيين، دورا لإسبانيا في هذه المفاوضات؟

ج: أمريكا اللاتينية هي المجال الطبيعي للدبلوماسية الإسبانية وهذا ما نأخذه في الاعتبار. بالإضافة إلى ذلك فإننا نعتبر مدريد معنية بحوارنا مع فنزويلا من أجل الوصول إلى اتفاق بين الحكومة والمعارضة في كاراكاس. فالعقوبات الأمريكية ستستمر ضد فنزويلا ما دامت لم تفتح قنوات الحوار مع المعارضة.

س: كنت مسؤولة عن العلاقات مع كوبا في الحكومة الأمريكية بين 2009 و2012، وهي السنوات التيس كان فيها الرئيس باراك أوباما يعمل على إحداث تقارب مع الحكومة الكوبية. كيف يمكن لتجربتك أن تمنحك تصورا عما يعرفه العالم حاليا وكيفية التقارب مع روسيا؟

ج: الوضعيتان مختلفتان بشكل درامي رغم أن العلاقة مع كوبا معقدة بالفعل. نحن نتحدث عن روسيا التي غزت أوكرانيا وتروع أهلها.

س: بالفعل. ولكن انطلاقا من تجربتك مع كوبا، كيف يمكن البدء بفتح حوار مع روسيا؟

ج: من أجل بدء حوار، يجب على الطرفين الانطلاق من مبدأ حسن النوايا، والحكومة الروسية لم تصل إلى طاولة المفاوضات بنوايا حسنة.

س: الحرب في أوكرانيا تغير الكثير من القواعد الاستراتيجية في العالم. ومن المرتقب أن يعقد الحلف الأطلسي اجتماعه المقبل في العاصمة الإسبانية مدريد في يونيو المقبل. كيف ترين ورقة إسبانيا في هذا الاجتماع القمة؟

ج: إسبانيا لديها زعامة مهمة، والرئيس بيدرو سانشيز حليف رائع للولايات المتحدة، وهذا لا أقوله لأني سفيرة هنا، بل يقوله أيضا أعضاء الحلف الأطلسي، فإسبانيا لديها دور هام في الأزمة الأوكرانية ونحن ننظر بإيجابية إلى ما تفعله حكومة مدريد، وهذا ما سيكرس دور إسبانيا في الحلف الأطلسي خلال المؤتمر المقبل.

س: لكن ألا ترين تناقضا في الموقف الإسباني الرسمي إزاء الحلف الأطلسي، حيث لم توافق الحكومة الإسباني على إرسال أسلحة لأوكرانيا؟

ج: في بلادي أيضا يوجد أعضاء في الكونغرس الذين، رغم أنهم ينتمون إلى حزب الرئيس بايدن، إلا أنهم يعارضون مواقفه بخصوص الأزمة في أوكرانيا. إنها إحدى أوجه الديمقراطية.

س: أنت أول امرأة يتم تعيينها سفيرة للولايات المتحدة الأمريكية في مدريد؟

نعم. ولا أعرف لماذا تأخروا في فعل ذلك كل هذا الوقت. في النهاية أنا هنا ويمكنني أن أضيف لمسة نسوية للعلاقات بين بلدينا.

ترجمة ح. اعديّل/ عن “La Vanguardia” الإسبانية

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )