المساء اليوم – ح. اعديّل: رغم خفوته نسبيا، إلا أن الجدل حول رسالة "الاستعطاف" التي يفترض أن حزب جبهة القوى الديمقراطية بعثها إلى سفير "خادم الحرمين الشريفين" بالرباط لنيل إكراميات الحج، لا يزال مشتعلا بين من ينفي الوثيقة وبين من يؤكدها. ومنذ الجمعة الماضي، جرى عبر منصات التواصل الاجتماعي، تداول وثيقة منسوبة للأمين العام للحزب، مصطفى بنعلي، جاء فيها أنه يطلب من السفير السعودي بالمغرب منحه "إكراميات" لأداء مناسك الحج لفائدة أعضاء حزبه، وتحمل الوثيقة ختم الأمانة العامة وتوقيعا منسوبا للمعني بالأمر ويعود تاريخها إلى 27 مارس 2017. وبينما نفى الأمين العام لجبهة القوى الديمقراطية، المصطفى بنعلي، صحة الوثيقة المتداولة بخصوص طلبه "إكراميات"، فإن الجدل لا يزال مستمرا بين من ينفي ومن يؤكد، على اعتبار أن الوثيقة، حتى وإن كانت غير صحيحة، إلا أنها تؤكد مسألة أساسية وهي أن هناك أحزابا مغربية أخرى فعلت ذلك وطلبت إكراميات حج من السفارة السعودية بالرباط، وفق ما تقوله مصادر حزبية لـ"المساء اليوم". وسواء كانت وثيقة جبهة القوى صحيحة أو مزيفة، فإنها تؤكد أن السفارة السعودية في الرباط تتلقى باستمرار طلبات مشابهة، فيها الكثير من التأدب، وأحيانا الخنوع، من أجل تلقي إكراميات حج، وإكراميات الحج تعني شيئا واحد وهو الحج إلى بيت الله بالمجان.. مع استضافة VIP. السفارة السعودية في الرباط هي وحدها المخولة لكشف إن كانت الرسالة المثيرة للجدل حقيقية أم مزورة، لأنها قد تحتفظ بكل الرسائل المشابهة، رغم كثرتها، لكن، لسوء الحظ، فإن السفارة لن تفعل ذلك طبقا لـ"أعراف العمل الدبلوماسي" أولا، وثانيا لأنها تتوصل بطلبات كثيرة مشابهة سواء من الأحزاب أو الجمعيات أو الصحف الوطنية والجهوية أو من أشخاص ذاتيين أو من جهات أخرى مختلفة. وتقول مصادر مطلعة لـ"المساء اليوم" إن السفارات السعودية في كل العالم الإسلامي، وليس في الرباط فقط، تتلقى رسائل مشابهة تطلب الحصول على "إكراميات حج"، خصوصا في البلدان الإفريقية الفقيرة، وأنه في كثير من الأحيان تتم الاستجابة لهذه الطلبات من باب "المؤلفة قلوبهم". وتضيف المصادر أن مؤسسات إعلامية مغربية، خصوصا الوازنة منها، تعودت على تلقي إكراميات حج سنوية، بمعدل خمس أو عشر إكراميات كل سنة. ويشير المصدر إلى أن هناك فرقا بين من يستعطف السفارة السعودية من أجل الحصول على إكراميات حج، فيما يشبه التسول، وبين من يتلقاها كعربون مجاملة، علما أن الكثيرين يرفضونها لأسباب مختلفة، مثل عدم الاقتناع الديني أو حفظا لكرامتهم من القيل والقال. يذكر أن المداخيل السنوية للسعودية من الحج تصل 15 مليون دولار، علما أن هذه الفريضة توقفت بشكل شبه كامل خلال السنتين الماضيتين بفعل إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورنا، قبل أن تعود هذه السنة بشكل محدود.