المساء اليوم - هيأة التحرير: لم يعد في سيرة فيصل العرايشي، باطرون الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، حسنة واحدة يمكن تذكّره بخير بفضلها، بل كلما سارت الأيام وهو قاعد على كرسيه الأبدي، إلا وتزداد سيئاته المشينة في حق هذا التلفزيون المريض، وفي حق هذا الشعب الذي ابتلي بكثير من النكسات. لن نتحدث عن الوضعية العامة للتلفزيون المغربي، بقنواته التي تشبه فراخا ممسوخة، بل نتحدث فقط عما جاءت به الأخبار هذه الأيام، حول استضافة القناة الثانية "دوزيم" للمغنية دنيا باطمة، المدانة ابتدائيا واستئنافيا في فضيحة "حمزة مون بيبي"، وهي فضيحة من الصعب أن ينساها الناس، مهما فعلت محترفو تبييض السير والوجوه. وبعد سنتين غابت فيها الملامح المتحورة لدنيا باطمة عن شاشة التلفزيون، عادت هذا الأخيرة لكي تجثم على قلوب الناس عبر حلقة من برنامج "الليلة سهرتنا"، في القناة الثانية، التي سيتم بثها السبت المقبل، ربما احتفاء باقتراب شهر رمضان الأبرك، الشهر الذي تربط فيه الشياطين.. ليس كلها. القناة الثانية، التي يمولها المغاربة من جيوبهم رغم أنوفهم، على غرار باقي القنوات الممسوخة لفيصل العرايشي، تستضيف امرأة أدانها القضاء ابتدائيا واستئنافيا، لكن هذه المدانة، تظل على الناس عبر شاشة "دوزيم" وتستفزهم بعبارات فيها الكثير من الحقد والضغينة، تماما مثل "حمزة مون بيبي". المحكومة ابتدائيا واستئنافيا بالسجن النافذ تقول للمغاربة "عارفاكم توحشتوني"، والحقيقة أن المغاربة فعلا توحشوها، وينتظرون رؤيتها بفارغ الصبر، لكن ليس في شاشة قنوات العرايشي الممسوخة، بل في مكان آخر مختلف تماما.. مكانا تعرفه جيدا صاحبة الوجوه المتحورة.