لهذه الأسباب غيرت إسبانيا موقفها جذريا من قضية الصحراء..

المساء اليوم – متابعات:

في تغيير جذري لموقفها بشأن ملف الصحراء، أعلنت إسبانيا دعم الموقف المغربي علناً وللمرة الأولى ودخول “مرحلة جديدة” في العلاقات مع الرباط، في خطوة رحبت بها الأخيرة ونددت بها جبهة البوليساريو. فما أسباب هذا التغيير؟

وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس يوم الجمعة (19 مارس) أمام الصحافيين في برشلونة “تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 من جانب المغرب، هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع” بين الرباط وجبهة بوليساريو. وأكد ألباريس بذلك حرفياً رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز سبق أن كشف فحواها الديوان الملكي المغربي.

وجاء في بيان للحكومة الإسبانية “ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم”. ووصفت صحيفة “إل موندو” الإسبانية هذا الموقف الجديد لإسبانيا بـ “التاريخي”.

ويأتي هذا الإعلان من جانب مدريد بعد صدور بيان عن الديوان الملكي المغربي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اعتبر فيها الأخير أن مبادرة “الحكم الذاتي” المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه “بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية من أجل تسوية الخلاف”. كما أعلنت مدريد أنه من المقرر أن يجري سانشيز زيارة إلى المغرب، من دون تحديد موعدها، وأن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس سيزور الرباط “قبل نهاية الشهر الجاري” في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر حول الصحراء، وفي أواخر 2020 خرقت جبهة البوليساريو وقف إطلاق النار الذي استمر من عام 1990 ولكن ليس هناك ما يشير إلى قتال جدي.

وتقترح الرباط منح الأقاليم الجنوبية حكماً ذاتياً تحت سيادتها، بينما تدعو بوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير. وقال إغناسيو سيمبريرو الصحافي الإسباني المتخصص في العلاقات بين البلدين إن “الحكومة الإسبانية استجابت للمطلب الرئيسي للمغرب” الذي طلب منها “دعم اقتراحه بالحكم الذاتي” للصحراء. واعتبر أن “هذا تغيير مهم” لأن “المغرب يطالب بإعلان ذلك علناً”، لكن “السلطات الإسبانية ساعدت المغرب على الدوام في هذا الملف في السنوات الأخيرة”.

الرباط ترحب والبوليساريو تندد!

ورحبت الخارجية المغربية في بيان بـ”المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بشأن الصحراء المغربية”. من جانبهم اتهم ممثلو بوليساريو في إسبانيا، مدريد “بالاستسلام في مواجهة الابتزاز وسياسة الخوف التي يستخدمها المغرب”. ونشب الخلاف الدبلوماسي الكبير بين مدريد والرباط في أبريل 2021 بسبب استقبال إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي للعلاج بعد إصابته بكوفيد-19

وتلا ذلك في ماي الماضي وصول أعداد كبيرة من المهاجرين المغاربة إلى جيب سبتة الإسباني الواقع على الساحل الشمالي للمغرب، مستغلين تخفيفاً لمراقبة الحدود من الجانب المغربي.

وقبل الإعلان الصادر الجمعة حول تغيير الموقف الإسباني بخصوص الصحراء، كانت حدة التوترات خفّت لكنها لم تنته. وكان المغرب استدعى في ماي سفيرته في إسبانيا للتشاور، والتي عادت إلى منصبها بعد ساعات من تغير الموقف الإسباني.

وقال برنابي لوبيز، أستاذ الدراسات العربية والإسلامية في جامعة مدريد المستقلة، إن هذه البادرة من جانب مدريد بشأن الصحراء تهدف أساساً إلى جعل الرباط تسيطر على تدفقات الهجرة من أجل “أن يكون هناك مزيد من السيطرة” بدلاً من “هذا الغياب المتعمد للسيطرة من جانب المغرب”.

وفي مقابل استئنافه علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، حصل المغرب من الولايات المتحدة، بقيادة الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب، على اعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء. لكنّ هذا التحول من جانب بيدرو سانشيز يمكن أيضاً أن يؤدي إلى توترات قوية داخل حكومته مع حلفائه من اليسار الراديكالي “بوديموس” المؤيدين للبوليساريو.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )