معاناة مغاربة العالم عبر سبتة.. وساعات الانتظار الطويلة تذكّر بتركة الماضي

المساء اليوم – سبتة:

يعيش المعبر الحدودي في سبتة وضعا سرياليا، حيث تتجمع المئات من سيارات المغاربة القادمين من الخارج، وسط زحام غير مسبوق يذكّر بالسنوات السوداء التي كان فيها مغاربة العالم يعانون الأمرّين عند دخول المغرب أو عند الخروج منه.

ووفق شهادات المهاجرين المغاربة فإن ساعات الانتظار قد تصل إلى عشر ساعات من أجل الخروج من سبتة، وهو رقم قياسي كان يُعتقد أنه من تركة الماضي، خصوصا مع الاهتمام الرسمي الكبير الذي أصبح يعطى لعملية عبور المغاربة لبلادهم كل صيف ذهابا وإيابا.

وحسب مصادر “طنجة أنتر” فإن الكثير من مغاربة العالم وجدوا أنفسهم مجبرين على العودة أدراجهم إلى أوربا بعد أن تم رفض دخولهم المغرب بسبب افتقادهم لشهادة الجرعة الثالثة المضادة لفيروس “كوفيد 19″، رغم أنهم كانوا يحملون شهادة “PCR“.

ولم يتسن الحصول على تفسير خاص من السلطات الرسمية حول أسباب الازدحام الكبير في باب سبتة، في الوقت الذي تتواصل فيه معاناة آلاف من مغاربة العالم بشكل يومي وتحت شمس حارقة.

وفي سياق متصل تقول مصادر مطلعة لموقع “طنجة أنتر” إن من بين أسباب الازدحام في باب سبتة هو العدد الكبير من السيارات التي عبرت من الموانئ الإسبانية نحو ميناء المدينة المحتلة، بحيث ارتفع العدد بنسبة 50 في المائة بالمقارنة مع آخر عملية عبور “مرحبا” سنة 2019.

وترجح هذه المصادر هذا الارتفاع إلى الانخفاض الكبير في أسعار تنقل السيارات عبر البواخر بين موانئ الجزيرة الخضراء وطريفة وميناء سبتة، وهو عبور يكلف أقل من 2500 درهم لسيارة وأربعة ركاب.

ومقابل هذا السعر، فإن العبور نحو ميناء طنجة المتوسط يكلف أكثر من الضعف، حيث يصل إلى حوالي 6 آلاف درهم، للسيارة وأربعة ركاب، وهو ما دفع الأغلبية الساحقة من مغاربة العالم إلى اختيار العبور عن طريق سبتة عوض العبور عن طريق طنجة.

وتلقي الأسعار الكبير لعملية العبور عبر مضيق جبل طارق بظلالها على عملية عبور “مرحبا 2022″، حيث ارتفعت الأسعار بشكل غير مسبوق ووصلت أرقاما قياسية لم تصلها من قبل، رغم الظروف الصعبة التي يعيشها أفراد الجالية المغربية بالخارج بعد سنتين من الركود المرتبط بالإغلاق الناجم عن ظروف تفشي فيروس كورونا.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )