المساء اليوم - متابعات: قال الناطق السابق باسم القصر الملكي والكاتب حسن أوريد، إن المغاربة أمام حالة يمكن تسميتها بحالة الحرب مع الجزائر ، على الرغم من أن التحدث عن المواجهة يهدف إلى تجنب المواجهة”. وأضاف أوريد أن “خيار المواجهة كان موجودًا”، وذلك خلال تذكيره بخطاب سابق للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، قال فيه إن قرار قطع الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب “كان بديلاً عن الحرب”. واعتبر أوريد أنه يمكن تفسير التغير الجزائري في التعامل مع المغرب بتراجع توقعات الجزائر بشأن وضع المغرب القانوني في قضية الصحراء، وذلك نتيجة لتغير السياسة الأميركية في المنطقة والتأثير الذي أدى إلى تغيير مواقف قوى أوروبية مهمة مثل إسبانيا وألمانيا، مضيفا أن هذا “التغيير أثار الارتباك في التوقعات الجزائرية وأدى إلى تفاوتها مع الواقع”. ونبه أوريد خلال “منتدى المتوسط للتبادل والحوار” الى أن العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر تواجه وضعًا جديدًا، لافتا الى السباق غير المسبوق في التسلح والمناورات العسكرية بالذخيرة الحية على الحدود. وعلى الرغم من أن الجانبين يدركان أن المواجهة لن تكون حلاً، وستكون مدمرة لهيكلية الدولتين وسيكون من الصعب إعادة البناء بعدها، بالإضافة إلى تداعيات المواجهة على المنطقة والجوار الأوروبي، إلا أن السياق الدولي يجعل احتمالية المواجهة بين البلدين ممكنة. وفي خضم نقاش دار بين عدد من الفاعلين، بشأن الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على المنطقة، حذر المتحدث من أن المواجهة بين المغرب والجزائر، إذا حدثت، ستكون مدمرة للبلدين وهذا الواقع يدركه الجانبان. وألقى أوريد الضوء على تعقيد العلاقات بين المغرب والجزائر، وكشف عن الدوافع والمصالح التي تلعب دورًا في هذا الصراع، مشيراً إلى أن روسيا تميل إلى الجزائر بسبب مصالحها الخاصة. وأثار سؤالاً بارزًا قائلاً: “هل يمكن لروسيا أن تفضل المغرب على الجزائر؟”، مشددًا على أنه يجب أن ننظر إلى القضية بعقلانية وبراغماتية، بعيدًا عن الجوانب الاقتصادية. واعتبر أوريد أن الخيار الاستراتيجي الذي اتخذه المغرب بالانتماء للمجموعة الأطلسية هو خيار ضروري. وفي خطوة مفاجئة ولأول مرة منذ خطاب العاهل المغربي، أعرب الناطق السابق باسم القصر الملكي عن دعوته لتطبيع العلاقات مع فرنسا، وذلك في سياق حثّ المغرب على تحسين روابطه مع حلفائه الغربيين، بما في ذلك إسبانيا. وأكد المتحدث على أن “مغرب الجفاء” مع فرنسا لا يخدم مصلحة المملكة. هذه الدعوة تأتي بعد أن شدد العاهل المغربي في خطابه على ضرورة اعتراف الشركاء الدوليين بمغربية الصحراء في الشراكات المستقبلية. وفي ما يتعلق بالساحة العربية، قدّم أوريد توصياته للمغرب بتعزيز علاقاته مع الدول العربية الهامة، وتحديداً السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة. وفي نفس الوقت، أشار إلى أهمية استخدام الدبلوماسية الموازية في التعامل مع الجزائر وتونس.