المساء اليوم - متابعات: كشفت السلطات الجزائرية النقاب عن مشروع ضخم لبناء تمثال هو الأعلى في العالم، يجسد رمز المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي، الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري. وسيقام نصب الأمير على قمة جبل المرجاجو بمدينة وهران أهم مدن غرب البلاد، بارتفاع يبلغ 42 مترا، ليفوق بذلك علو تمثال المسيح في ريو دي جانيرو البرازيلية، وفق ما كشف عنه سعيد سعيود والي وهران. وبحسب الوالي فهذا المشروع الذي أمر بإنجازه الرئيس عبد المجيد تبون، سيضم تمثالا للأمير عبد القادر، ومتحفا يحكي مسيرته وتاريخه، وستبلغ تكلفته 1.2 مليار دينار جزائري، أي ما يعادل نحو 8.5 مليون دولار، وأكد أنه تم رسميا تسلم الغلاف المالي الخاص به. وسيكون الأمير عبد القادر وفق تصور التمثال، راكبا فرسه وحاملا سيفه. وقال والي وهران إن السيف سيزود بتقنية الليزر باتجاه قبلة المسلمين في مكة المكرمة، بينما ستكون للفرس خمس دعامات نسبة لأركان الإسلام الخمسة. وسيحيط بالتمثال متنزه به شرفة بطول أكثر من 20 مترا، تطل على كامل مدينة وهران وخليجها. ووفق المسؤول، فإن الدراسة لإنجاز المشروع ستبدأ في أقرب الآجال على أن يسلم مع نهاية سنة 2024. وسرعان ما اشتعلت المواقع بالتعليق على كلام الوالي وعلى المشروع وتحول الموضوع إلى ترند، بين من دافع عنه ومن انتقده وبشكل خاص تكلفته، خاصة بالتزامن مع الفيضانات المدمرة التي شهدتها مناطق من البلاد، وهناك من أثار حتى الجانب الديني وتحريم الثماثيل. والأمير عبد القادر شخصية عُرفت بالزهد والتصوف. وعُرف الأمير الذي ولد في شتنبر 1808 في منطقة معسكر بالغرب الجزائري، بأنه قائد سياسي وعسكري قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما في بدايات غزو فرنسا للجزائر التي كانت ولاية عثمانية. وبعد وقوعه في الأسر، نُفي إلى سوريا حيث تفرغ هناك للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر، وكان له إسهام كبير في وقف الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في سوريا في ذلك الوقت. توفي الأمير في دمشق يوم 26 ماي 1883، ونقل جثمانه إلى الجزائر بعد الاستقلال.