المساء اليوم: دعا رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) فياتشيسلاف فولودين، اليوم الخميس النواب إلى المشاركة في الحرب في أوكرانيا عقب الأمر الخاص بالتعبئة الجزئية، قائلاً "يجب على أولئك الذين يستوفون متطلبات التعبئة الجزئية تقديم المساعدة من خلال المشاركة في العملية العسكرية الخاصة… ليست هناك حماية للنواب". وكان الرئيس الروسي فلادمير بوتين قد أمر أمس الأربعاء، بالتعبئة العامة الجزئية، وهي الأولي في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، التي بموجبها سيتم استدعاء 300 ألف جندي احتياطي من ذوي الخبرة في القتال. وأعلن دعمه لخطة لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا، مُحذراً الغرب من أنه لا يخادع عندما يقول إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا. وأشاد رئيس (الدوما)، بوجود برلمانيين، بالفعل، في منطقة دونباس التي تسيطر عليها روسيا في شرق أوكرانيا. وحسبما قال، لا يتم استدعاء سوى جنود الاحتياط ذوي الخبرة القتالية والتدريب العسكري الخاص، وقال إن القوات الروسية في أوكرانيا تقاتل اليوم أيضا (قوات حلف الناتو)، "يوجد في أوكرانيا مدربون من الناتو ومرتزقة من دوله، وتكنولوجيا الحلف وأسلحة وذخيرة، هناك ألف كيلومتر من الخطوط الأمامية في حاجة للدفاع عنها". هذا في الوقت الذي تُشير فيه تقارير إلى فرار الروس عبر منافذ البلاد، حيث ارتفعت حركة المرور على المعابر الحدودية مع فنلندا وجورجيا فيما قفزت أسعار تذاكر رحلات الطيران المغادرة من موسكو، كما ارتفعت أسعار تذاكر الطيران لأقرب المواقع خارج البلاد لأكثر من خمسة آلاف دولار، مع نفاد تذاكر معظم الرحلات للأيام المقبلة. وظهرت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم النصائح حول كيفية الخروج من روسيا بينما أعد موقع إخباري روسي قائمة "إلى أين تهرب الآن من روسيا"، وظهرت صفوف طويلة على المعابر الحدودية مع جورجيا، وقال مصدر بقطاع السياحة إن هناك حالة من اليأس وإن الناس تسعى للحصول على تذاكر طيران لمغادرة روسيا. وأضاف "هذا الطلب مدفوع بذعر أشخاص يخشون ألا يمكنهم مغادرة البلاد في وقت لاحق- الناس يشترون تذاكر دون أن يهتموا بالوجهة التي يسافرون إليها"، وقال حرس الحدود الفنلندي في ساعة مبكرة من صباح أمس إن حركة المرور الوافدة إلى الحدود الشرقية مع روسيا "تزايدت" خلال الليل، حيث ذكر رئيس الشؤون الدولية بحرس الحدود الفنلندي ماتي بيتكانيتي أن "العدد زاد بوضوح، وأن الوضع تحت السيطرة وأن حرس الحدود مستعدون عند تسع نقاط تفتيش". من جهتها، أظهرت بيانات من شركتي طيران تركيتين نفاد تذاكر الطيران ذهابا من روسيا إلى تركيا للرحلات التي أقلعات أمس وخلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك قبل ساعات من بدء التعبئة الجزئية للقوات المسلحة الروسية، وقالت إيفا رابوبورت من منظمة (آرك)، إن الكثير من الأشخاص في روسيا يبحثون حاليا عن خيارات للمغادرة، في حين بدأ الكثيرون في الاتصال بأصدقائهم في الخارج، وخصوصا في الدول التي لا يستلزم دخولها الحصول على تأشيرة، مثل تركيا. وتعتقد رابوبورت أنه "من الممكن أن تمنع السلطات الأشخاص من مغادرة روسيا في الأيام المقبلة، لقد ارتفع الطلب على تذاكر الطيران، كما ارتفعت الأسعار أيضا. آمل أن يتمكن كل من يحاول المغادرة من أن يقوم بذلك، وسيفعل الأشخاص كل ما يمكن من أجل تجنب خوض هذه الحرب، حتى أولئك الذين كانوا يؤيدونها من قبل… فلا أحد يريد أن يموت من أجل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين". وبيعت تذاكر الطيران من مطار فنوكوفو الدولي في موسكو إلى إسطنبول وأنقرة وأنطاليا في تركيا، لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام قادمة على موقع شركة الطيران الوطنية التركية على الإنترنت. وقال متحدث باسم الشركة، إنها ستزيد سعة الركاب في الرحلات إلى خارج روسيا يومي الخميس والجمعة. وأشار مسؤول الخطوط الجوية التركية، في تصريحات عبر الهاتف، إلى أن تسيير رحلات إضافية سيكون أحد الخيارات، إذا استمر الطلب بهذا المعدل، وكان سعر أرخص الرحلات الجوية من موسكو إلى اسطنبول أكثر من 80 ألف روبل (1321 دولارا). ووصلت الأسعار إلى 173 ألف روبل على موقع الخطوط الجوية التركية. كما بيعت تذاكر شركة الطيران الخاصة بيغاسوس من موسكو إلى إسطنبول، من بين مدن أخرى، حتى يوم السبت، وتركيا هي واحدة من الوجهات القليلة التي يمكن للروس السفر إليها في ظل العقوبات الغربية، إلى جانب أرمينيا والإمارات. وفرّ عدد من الروس، بينهم صحافيون، إلى تركيا في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير. ويُمكن للروس دخول تركيا وأرمينيا بدون تأشيرة. وقد وصف الكرملين اليوم الخميس التقارير التي تتحدث عن نزوح الرجال في سن التجنيد من روسيا بعد إعلان الرئيس فلاديمير بوتين عن تعبئة جزئية بأنها "مبالغ فيها، وأن المعلومات المتعلقة بوجود زحام في المطارات وما إلى ذلك مبالغ فيها جدا… هناك كثير من المعلومات المغلوطة حول هذا الموضوع.. يجب أن نكون حذرين تجاه هذا الأمر حتى لا نقع ضحايا للمعلومات المغلوطة".