المساء اليوم: وصل وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، مساء أمس الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، مبعوثاً من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في الزيارة ترتكز في ظاهرها على استحقاقات القمة العربية المقبلة المقررة، مارس المقبل بالجزائر. في ما تعتقد مصادر أن تكون لزيارة لعمامرة إلى الرياض، علاقة بالزيارة التي قام بها وزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف، إلى الجزائر قبل أيام، حاملاً رسالة من القيادة السعودية إلى الرئيس الجزائري، لم يكشف عن مضمونها. ورجحت المصادر أن يكون لعمامرة بصدد حمل رد من الرئيس الجزائري إلى الرياض، خاصة بشأن ترتيبات القمة العربية والأزمة مع المغرب ولقاء الفصائل الفلسطينية المرتقب عقده في الجزائر. وتتخوف الجزائر من أن يؤدي تصادم المواقف بين الجزائر والرياض، خاصة في الملف السوري والقمة العربية إلى فشل مسبق للقمة عبر خفض مستويات التمثيل فيها، وهو تخوف عبر عنه صراحة لعمامرة بداية شهر دجنبر الماضي. وتركز زيارة لعمامرة للرياض على استحقاقات القمة العربية المقبلة المقررة، في شهر مارس المقبل في الجزائر، إذ تسعى الجزائر للتنسيق مع السعودية ومصر ودول أخرى قبل القمة، لضبط وترتيب أجندة القمة، خاصة في ما يتعلق بملف عودة سورية، ممثلة بالنظام، إلى مقعدها في الجامعة العربية، إذ تعارض الرياض ودول أخرى هذه العودة. وتطرح الجزائر ثلاثة محددات رئيسة بالنسبة للقمة المرتقبة، أبرزها القضية الفلسطينية وتوحيد الموقف العربي بشأنها، وضمان أعلى تمثيل للدول العربية، أما الملف الثالث فيخص عودة سورية إلى الجامعة العربية، حيث ترغب بأن تكون قمة الجزائر "قمة عودة سورية إلى مقعدها العربي". ومن المُرتقب أن يقوم الرئيس الجزائري رسمية لمصر يناير الجاري، وذلك بعد تأجيلها الشهر الماضي، وهدفها الأساس التحضير للقمة العربية القادمة، إذ تبحث حكومة تبون على دعم الرئيس المصري لإنجاحها وإقناع الدول الخليجية بتمثيل رفيع في القمة، حسب مراقبين، خصوصاً في ظل ما أسموه، "التخوف الجزائري من أن يكون الحضور الخليجي من الدرجة الثانية، ما يعطي مشروعية لتقارير تتحدث عن عزلة الجزائر وضعف دبلوماسيتها بعد أن فقدت تأثيرها في دعم موقفها من قضية الصحراء التي حقق فيها المغرب مكاسب كثيرة في أوروبا والولايات والمتحدة وفي إفريقيا، بما في ذلك داخل دائرة حلفاء الجزائر التقليديين".