“ميلوني شربت الشاي مع البوليساريو”.. هل يؤثر “موقفها المُحابي” على علاقة إيطاليا بالمغرب؟

المساء اليوم – متابعة:

توقع مراقبون أن تولي الرباط اهتماما وثيقا للسياسية الإيطالية جورجيا ميلوني، بحكم أن حزبها فراتيلي دي إيطاليا، اليميني المُتطرف، “ليس بالمجهول بالمملكة، وذلك بسبب قربه من جبهة البوليساريو، فمنذ نشأة هذا الحزب قبل حوالي 15 عاما، أعرب هذا التشكيل اليميني المتطرف دائما، عن دعمه الثابت للبوليساريو، سواء من خلال الإعلانات أو القرارات في البرلمان”، حسب مجلة Jeune Afrique الفرنسية.

وفي هذا الصدد تساءلت المجلة عن مستقبل العلاقات بين الرباط وروما على خلفية منح الإيطاليين الأغلبية لميلوني، زعيمة حزب فراتيلي دي إيطاليا اليميني المُتطرف، المتحالف مع العديد من الأحزاب اليمينية، بما في ذلك حزب وزير الداخلية السابق ماتيو سالفيني، حيث من المفترض أن يشكل هذا الائتلاف الحكومة الإيطالية المقبلة، بقيادة ميلوني.

وسردت المجلة في تقرير تحت عنوان، المغرب- إيطاليا: عندما شربت جورجيا ميلوني الشاي مع جبهة البوليساريو، واقعة قالت إنها حدثت في 2013، حين “قطع بعض نشطاء  فراتيلي دي إيطاليا بزعامة ميلوني مؤتمرا في المجلس البلدي لكروتوني (كالابريا)، بسبب وجود القنصل العام المغربي في إيطاليا، أحمد صبري، وانتهزوا الفرصة لرفع لافتة كُتب عليها Sahara Libre، كما اغتنم المتحدث المحلي للحزب، جيانفرانكو تورينو، الفرصة لمطالبة المنطقة “بعدم إبرام اتفاقيات اقتصادية وتجارية مع المغرب حتى تعترف باستقلال الصحراء الغربية، وتسحب جيشها من البلدات الصحراوية”.

وذكرت Jeune Afrique أن ميلوني أعربت في الآونة الأخيرة، “دون أي لبس” عن إعجابها بـ “البوليساريو”، كما سبق وأن أكدت ذلك في كتابها الذي نشر في شهر ماي عام 2021، وحمل عنوان Io sono Giorgia، حيث أشادت ميلوني التي كانت حينها تشغل منصب وزيرة الشباب في حكومة سيلفيو برلسكوني، بالبوليساريو، مطالبة بإجراء استفتاء لتقرير المصير، كما تحدثت عن الأيام الـ10 التي “لا تُنسى”، حسب وصفها، وهي تلك التي قضتها في مخيمات تندوف عندما كانت عضوا في مجلس محافظة، و”احتسائها الشاي بصحبة النساء الصحراويات”.

وتساءلت المجلة، حول تأثير الموقف الشخصي للرئيسة الجديدة والمحتملة لرئاسة الحكومة الإيطالية، على العلاقات بين المغرب وإيطاليا، في ضوء موقفها “المحابي للغاية للبوليساريو”، رغم أن روما دائما ما حاولت الحفاظ على مصالحها بالحفاظ على توازن مثالي بين الرباط والجزائر.

وبالتالي يبقى الحذر هو سيد الموقف في المغرب، في هذه المرحلة، فيما يعتقد البعض أن المواقف الشخصية لميلوني ستصطدم بواقع ممارسة السلطة، واستحالة إبعاد شريك مثل المغرب دون داع، فحتى لو خاطرت ميلوني، فإنه من المتوقع أن تجابه بمقاومة داخلية قوية من حلفائها، فسيلفيو برلسكوني زعيم فورزا إيطاليا، وماتيو سالفيني عن رابطة الشمال، يتمتعان بعلاقات جيدة جدا مع الرباط. بل إن سالفيني أعلن، في 2015، “دعم موقف المغرب في قضية الصحراء المغربية، ودعا إلى تحسين العلاقات الثنائية بين البلدين”، وفق المجلة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )