هروب الرياضيين هو فقط الشجرة التي تخفي الغابة.. وأنتم تدركون حجم الغابة..!

المساء اليوم – هيأة التحرير:
كنا نعتقد أن المسلسل الأسود لهروب الرياضيين المغاربة في الخارج قد انتهى، أو على الأقل قد خفت حدته، لكن ما جرى مؤخرا يثبت العكس، ويؤكد أن حلقات هذا المسلسل الرديء لا تزال طويلة، أطول من المسلسلات التركية والمكسيكية مجتمعة.
وقبل أيام أقدم 6 تلاميذ رياضيين على الفرار من مقر إقامة البعثة المغربية في سلوفاكيا، وذلك على هامش مشاركتهم في بطولة للعدو الريفي المدرسي. وتفاجأ المسؤولون بالبعثة المغربية، باختفاء القاصرين الستة قبل العودة للمغرب، في حادث جديد للهجرة الرياضية غير الشرعية، والتي تشي بأن المغرب أمام المزيد من الإحراج الدولي.
ويأتي حادث سلوفاكيا بضعة أسابيع على حالة هروب ثلاثة لاعبين من المنتخب المغربي للكرة الطائرة، فئة الشباب، الذين فروا إلى إيطاليا فور وصوهم إلى روما من أجل المشاركة في بطولة العالم. وكان ممثلو المغرب بمسابقة العدو الريفي المدرسي قد حصدوا 6 ميداليات، قبل اختفاء المشاركين الـ6، ضمنهم فتاة من فندق الإقامة، تاركين وراءهم جوازات سفرهم التي تبقى لدى المسؤولين عن الرحلة.
ويتكرر سيناريو هروب الرياضيين المغاربة من معسكرات المنتخبات الوطنية التي تحتضنها بلدان أجنبية على هامش الملتقيات الدولية منذ سنوات، وهو ما يعني أن المشاركة المغربية في الملتقيات الرياضية مستقبلا ستطرح الكثير من الإشكالات الداخلية والخارجية.
وكانت الجامعة الملكية المغربية للمصارعة قد منعت أواخر العام الماضي ثلاثة مصارعين من السفر إلى صربيا، خشية هروبهم، أي أن الأمر تجاوز هروب الرياضيين في الخارج إلى حد منع رياضيين من الداخل من المشاركة في ملتقى دولي خشية الهروب.
نخشى أن يأتي يوم نرى فيه عزوفا شاملا للمغرب عن المشاركة في الملتقيات الرياضية الدولية، خشية أن يهرب الرياضيون، وهذه ظاهرة على قدر كبير من السوء وتنذر بأوخم العواقب. الذين يهربون قد ينطبق عليهم المثل “حتى قط ما كيْهرب من دار العرس”، فهناك الكثير جدا من الثقوب السوداء، ليس في رياضتنا فقط، بل في مجتمعنا ككل، ومن الصعب أن نُقنع رياضيا شابا أن مستقبلا زاهرا سينتظره في بلاده، وهو يرى الكثير من الرياضيين يذبلون في صمت، بمن فيهم أولئك الذين حققوا إنجازات كبيرة لبلدهم.
ما يجري من هروب للرياضيين يجب ألا يدفعنا للهروب إلى الأمام وشتم الهاربين وتخوينهم، بل يتطلب منا إعادة هيكلة شاملة لكل مجالاتنا الرياضية، وحتى الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لأن هروب الرياضيين هو فقط الشجرة التي تخفي الغابة.. وأنتم تدركون حجم الغابة..!
تعليقات ( 0 )