المساء اليوم - هيأة التحرير: في ظل الإضراب الهمجي الذي تقوده النقابات التعليمية، هناك ضحايا يعرفهم الجميع وهم ملايين التلاميذ المجبرين على لزوم منازلهم وانتظار الذي يأتي ولا يأتي، فليس للنقابات شيئا تخسره في هذا الإضراب سوى الرجولة التي لا تمتلكها أصلا. وبالإضافة إلى التلاميذ الضحايا، فإن هناك طرفا خفيا في هذا الإضراب يستحق التنويه والإشادة فعلا، وهم آباء وأولياء التلاميذ، الذين يعيشون على أعصابهم وهم يرون وحشية هذا الإضراب الذي يقوده نقابيون أفضل ما يتقنونه هو الرقص في الشارع على وقع شعارات تم تلحينها على ميزان "وحدة ونص"..! أولياء التلاميذ، بمختلف طبقاتهم وانتماءاتهم، صاروا قلبا واحدا ضد هذا الإضراب الأحمق، لكنهم يريدون أيضا إنقاذ فلذات أكبادهم من مصير معتم يكتنف هذه السنة الدراسية، التي قد تؤول إلى البياض إذا استمرت النقابات التعليمية في الرقص في الشوارع. لهذا السبب يخوض أولياء التلاميذ حربا ضروسا ضد هذا الواقع المؤلم، ويصرفون جزءا مهما من رواتبهم ومدخراتهم من أجل تجنب ضياع أبنائهم لسنة دراسية محزنة، والكثير من الأمهات والآباء لجؤوا إلى القروض من أجل تمويل الساعات الدراسية الخاصة لأبنائهم، بينما قرود النقابات تقفز في الشوارع. أولياء التلاميذ من أمهات وآباء يحتاجون لتنويه حقيقي بفعل كل هذه التضحيات التي يقومون بها من أجل أبنائهم في ظل هذه الظروف الحالكة، ومن الأكيد أن تضحياتهم المادية والنفسية ستترك ندوبا غائرة في نفوسهم وفي جيوبهم، لكن كل شيء يهون من أجل الأبناء. إنهم الأبطال الخفيون لهذه المهزلة الكبيرة التي تسمى إضرابا.