المساء اليوم - وكالات: استخدمت الشرطة البولندية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لمنع اللاجئين من اجتياز السياج الحدودي مع بيلاروسيا اليوم الأربعاء، بينما لم تتدخل قوات الأمن البيلاروسية لمنع طالبي اللجوء من التقدم نحو السياج. وقال متحدث حكومي بولندي في بيان إن المواجهات أسفرت عن إصابة عدد من ضباط الشرطة وحرس الحدود وأحد الجنود البولنديين. في هذه الأثناء أرسلت بولندا تعزيزات أمنية وعسكرية إلى حدودها، وأكدت أنها ستواصل حماية الحدود ومنع دخول طالبي اللجوء إلى أراضيها. ويحتشد حوالي 4 آلاف طالب لجوء، بحسب تقديرات حرس الحدود البولندي، على طول الحدود مع بيلاروسيا في ظروف بائسة، وسط تدني درجات حرارة إلى ما دون الصفر. وتتهم القوى الغربية بيلاروسيا بافتعال الأزمة بدعم من روسيا من خلال استقدام مهاجرين إلى الحدود لإثارة خلافات داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما تنفيه مينسك وموسكو. وردا على تصريحات رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو بقطع إمدادات الغاز عن أوروبا، أعلنت الوكالة الاتحادية الألمانية للشبكات تعليق بصورة مؤقتة إجراءات التصديق على ترخيص تشغيل خط "نورد ستريم 2" (Nord Stream 2) البحري لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا لاعتبارات قانونية. وقالت الهيئة الألمانية إن الشركة القائمة على تشغيل خط الغاز الروسي يجب أن يتم تنظيمها أولا وفقا للقانون الألماني قبل التصديق على خط الأنابيب الذي يعتبر في المراحل الأخيرة قبل وضعه في الخدمة. في هذا الصدد، اعتبر رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس أمس الثلاثاء أن "نظام لوكاشينكو يستغل بشكل غير إنساني ومشين تدفق المهاجرين، في محاولة لزعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي وتفكيكه. إنه أمر لا يمكن التساهل معه وغير مقبول". وأعلن الاتحاد الأوروبي وواشنطن أول أمس الاثنين توسيع نطاق العقوبات في الأيام المقبلة على بيلاروسيا. ويتّهم الاتحاد مينسك باستقدام المهاجرين ردا على العقوبات التي فرضها عليها لقمعها العنيف للمعارضة منذ الاحتجاجات على الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في 2020. بدوره قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) ينس ستولتنبرغ إن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يضع حياة طالبي اللجوء في دائرة الخطر. أما الرئيس البيلاروسي فقال في اجتماع حكومي "يجري كل هذا تحت حماية الاتحاد الأوروبي من غزو اللاجئين الذين تعرضوا للقصف والنهب من قبل التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحدة"، في إشارة على ما يبدو إلى حرب العراق. في هذا السياق، أعربت الأمم المتحدة أمس الثلاثاء عن قلقها بشأن أوضاع ومعاملة اللاجئين والمهاجرين العالقين على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا. وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة للصحفيين بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، إن هؤلاء اللاجئين والمهاجرين يجب أن تتم معاملتهم بكرامة وأن يتم الاستماع لمشاغلهم، ونحن هنا لا نقول أين ينبغي أن ينتهي المطاف بهم، بل نقول إنه من الضروري ألا يتم استغلال هؤلاء الناس كأدوات وبيادق في النزاعات التي تنشأ بين الدول. وفي وقت سابق، ذكرت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتفق مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على خفض التصعيد في أزمة طالبي اللجوء، وضرورة التواصل بين الاتحاد الأوروبي ومينسك مباشرة لحلها. من ناحية أخرى، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن حل أزمة طالبي اللجوء على الحدود ممكن عبر حوار مباشر بين بيلاروسيا والاتحاد الأوروبي، معتبرا أن تصرفات العسكريين البولنديين على الحدود مع بيلاروسيا "خرق للحقوق الإنسانية الدولية". بدورها، أجرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اتصالا هاتفيا مع لوكاشينكو استمر حوالي 50 دقيقة، وذكر التلفزيون البيلاروسي الرسمي أنه تم التركيز على تهدئة الوضع والدعم الإنساني للمهاجرين.