أفلام قوية تتنافس على السعفة الذهبية: لمن يبتسم مهرجان “كان” هذا العام..!؟

وصل مهرجان كان السينمائي إلى الأنفاس الأخيرة من عمر دورته 77 مع اقتراب موعد إعلان الفائز بالسعفة الذهبية، حيث سيتعرف على اسم المتوجة او المتوج مساء السبت في حفل خاص، تختتم بموجبه النسخة الحالية ويسدل الستار عليها.

وحضر هذه الدورة كبار نجوم السينما سواء كمشاركين فيها كالمخرج الأمريكي فرنسيس فورد كوبولا، الذي نافس في السباق بـ”ميغالوبوليس”، وأثار ضجة واسعة قبل وبعد عرض فيلمه، سواء للموازنة الضخمة التي أنفقت عليه من جيب المخرج نفسه أو لمحتواه الذي لم يكن في مستوى انتظار البعض، فيما صفق له البعض الآخر، وهو ما قلص كثيرا من حظوظه بنيل السعفة الذهبية.

ويشارك في هذه الدورة 22 فيلما من دول مختلفة بقصص متنوعة، أخذت جمهور كان بمن فيهم مئات الصحافيين من مختلف بقاع العالم إلى فضاءات وقضايا متعددة بعين سينمائية مبدعة، تمزج الواقع بالخيال في مشاهد، انشد الجمهور إليها بشوق ومتعة من بداية المهرجان حتى نهايته.

“بذرة التين المقدس”

وبرزت أسماء مجموعة من المخرجين في السباق نحو السعفة الذهبية، يأتي في مقدمتهم المخرج الإيراني الفار من بلاده مؤخرا في ظروف لاتزال غير معروفة، قال عنها المخرج نفسه في بيان عند وصوله لأوروبا، إنها كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر، بفيلمه “بذرة التين المقدس”.

وصفق الجمهور الجمعة كثيرا لحضوره أولا ثم لفيلمه بعد العرض، الذي كان، كما عادة أفلامه، سياسيا ويحمل الكثير من الدلالات الرمزية حول السلطة وعنفها في إيران مع المعارضين. وتعرض ممثلو الفيلم والمخرج للكثير من الضغوطات السياسية في بلاده عندما كان لايزال موجودا بها، لأجل سحب هذا العمل.

ويحكي فيلمه “بذرة التين المقدس” قصة صراع أسري داخلي، يعمل الأب فيها محقق وأم خنوعة، تخدمه بشكل يومي وتخضع لرغباته دون أي أدنى نقاش، لكن فقدان مسدسه، سيوتر علاقته مع زوجته وبنتيهما، وسينتهي الفيلم في آخر المطاف بقتل الأب المتغطرس برصاصة من ابنته الصغيرة، ويدفن تحت التراب، كرمز للنظام وصراعه مع الأجيال الصاعدة فيه.

وقال المخرج بعد عرض فيلمه “آمل أن يزول جهاز القمع والديكتاتورية برمته في إيران”، متوجها بأفكاره إلى “جميع من أتاحوا تنفيذ هذا الفيلم، وجميع من هم هنا، وأيضا جميع من منعوا من المجيء”.

مخرجون ينافسون رسولوف بحدة

وإلى جانب “بذرة التين المقدس”، صفق جمهور كان كثيرا لأفلام أخرى يمكن أن تنافس الفيلم الإيراني بحدة، بينها “أنورا” للمخرج الأمريكي شون بكير، “إميليا بيريز” للمخرج الفرنسي جاك أدويار، “دوسيبستانس” “المادة” لمواطنته كورالي فارغيت، “طائر” للمخرجة البريطانية أندريا أرنولد.

ثم يأتي في الصف الثاني فيلم “المتدرب” للمخرج الدنماركي من أصل إيراني علي عباسي حول مرحلة من شباب ترامب وبدايات إمبراطوريته العقارية. “أو كندا” للمخرج الأمريكي بول شرايدر. فيما لم يرق فيلم “موطيل ديستينو” للمخرج كريم عينوز إلى انتظارات الجمهور، وحصل على تنقيط ضعيف جدا في هذه الدورة من قبل النقاد.

لكن المفاجأة تبقى واردة، وقد يقع اختيار لجنة التحكيم على أحد الأفلام الأخرى غير موجودة في قائمة التوقعات، وحصل هذا في نسخ سابقة من المهرجان، إذ يكون للجنة رأي آخر في آخر المطاف، بعيدا عن توقعات النقاد، والتي ترأسها في هذه الدورة المخرجة الأمريكية غريتا غيرويغ.

وتضم لجنة التحكيم 4 رجال و4 نساء من ممثلين ومخرجين بارزين، وأعضاؤها هم الممثلون: الفرنسي عمر سي ومواطنته إيفا غرين، والأمريكية ليلي غلادستون، والإيطالي بيارفرانشيسكو فافينو، والمخرجان الياباني هيروكازو كور إيدا والإسباني خوان أنطونيو بايونا، وكاتبة السيناريو والمصورة التركية إبرو جيلان ثم المخرجة اللبنانية نادين لبكي.

تتويجان عربيان

وحول المشاركة العربية في هذا المهرجان، حاز الفيلم السعودي “نورة” للمخرج توفيق الزايدي على تنويه خاص من لجنة تحكيم “نظرة ما” الموازية للمنافسة الرسمية، وهي أول مرة يشارك عمل سينمائي سعودي في هذا الحدث السينمائي العالمي، وجاء هذا التتويج نتيجة فورة سينمائية يعرفها البلد، سيكون لها، حسب ما يبدو، نتائج أكثر في المستقبل.

وكان المخرج السعودي الزايدي، قال حول هذه المشاركة “أنا سعيد جدا لتمثيل بلادي في مهرجان كان وهو فخر لي. أتيت في مراتٍ سابقة كضيف، لكن هذه المرة مختلفة جدا. فهي من قلب المهرجان وبقيت داخل قصره أكثر من خارجه”، مضيفا “أرى أن السينما في السعودية ستكون في السنوات المقبلة رائدة في صناعة الأفلام بالشرق الأوسط.”

تنويه خاص لفيلم “بذرة التين المقدس”

كما حاز الفيلم المصري “رفعت عيني للسما” للمخرجين ندى رياض وأيمن الأمير عن فتيات يشكلن فرقة مسرحية في الشارع، وآخر لمخرج هايتي عن مصور كان يعمل في فترة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، مناصفة على جائزة “العين الذهبية” في مهرجان كان السينمائي الجمعة.

وعُرض فيلم “رفعت عيني للسما” ضمن أسبوع النقاد، ويتتبع مجموعة مراهقات في منطقة ريفية قبطية بجنوب مصر على مدى أربع سنوات، خلال تدريباتهن على العروض المسرحية، مستعرضا القرارات الصعبة التي يتعين عليهن اتخاذها لتحديد مسارهن.

ويمكن القول إن “رفعت عيني إلى السماء” فيلم بامتداد عربي، يجد فيه أي مشاهد ينتمي إلى المنطقة ذاتها، لأن معضلاتها وإشكالاتها متشابهة عموما مهما اختلفت الجغرافية، تؤطرها عناوين الفقر والأمية والتطرف والحيف بحق المرأة… وهي ثيمات نجدها بشكل أو بآخر في عمل رياض والأمير بطريقة سينمائية مشوقة، تحملنا للسفر مع يوميات غنية بالمشاعر لفرقة مسرحية من ست فتيات.

وقال أيمن  أنور إن” فكرة الفيلم جاءت من المجموعة نفسها ومن المشاكل التي تواجهها كفرقة وأفراد أيضا، والتي تعالجها في أعمالها كالزواج المبكر، العنف الأسري، أهمية التعليم بالنسبة للبنات…ومواضيعها التي نحن مؤمنون بها عموما، هي التي طرحت نفسها في الفيلم والتي حاولنا أن نعبر عنها، لأنه لا توجد مشاكل شخصية فقط لدى أفراد هذه المجموعة.

 

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )