ألباريس.. أقوى وزير خارجية “عربي”..!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

تواصل إسبانيا صمودها أمام الآلة الاستفزازية الإسرائيلية وتحديها لغطرسة مجرمي الحرب، في سلوك لم تقو عليه كل الدول العربية مجتمعة، والتي قررت منذ البداية دخول الحظيرة وطأطأة الرأس.

وبعد قرار إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن إسبانيا ستطلب الانضمام إلى دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية ضد أفعال إسرائيل في قطاع غزة.

وستكون إسبانيا بذلك ثاني دولة أوروبية تعلن عزمها الانضمام للقضية بعد أيرلندا.

وقال ألباريس في مؤتمر صحفي في مدريد “نفعل ذلك بسبب التزامنا بالقانون الدولي ولرغبتنا في مساندة المحكمة في عملها ودعم الأمم المتحدة وتعزيز دور المحكمة بصفتها أعلى كيان قانوني في ذلك النظام”.

وكان ألباريس أطلق قبل بضعة أيام تصريحا صادما للغرور الإسرائيلي، حين قال إن القنصلية الإسبانية في القدس أقدم من إسرائيل.

وجاء تصريح ألباريس بعدما هدد وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، باتخاذ إجراءات قد تصل إلى إغلاق القنصلية الإسبانية بالقدس تماما في حال تواصلها مع السلطة الفلسطينية في رام الله.

ونشر كاتس تغريدة قال فيها “رفضتُ طلب وزير الخارجية الإسباني رفع القيود المفروضة على قنصلية بلاده في القدس. أي اتصال بين القنصلية والسلطة الفلسطينية يشكل تهديدا للأمن القومي الإسرائيلي”.

ورد وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس بأن وضع القنصلية مكفول بموجب القانون الدولي، ولا يمكن تغييره أحاديا من جانب إسرائيل.

ولم يقف ألباريس عند هذا الحد، لكنه ذكَّر بأن القنصلية العامة لإسبانيا في القدس تمتلك وضعا تاريخيا خاصا لا تملكه سوى أقلية من القنصليات العامة، وأن القنصلية الإسبانية موجودة في القدس منذ منتصف القرن 19، أي قبل نشوء الكيان بزمن طويل جدا.

المواقف الإسبانية تجاه الصلف الإسرائيلي والداعمة للحق الفلسطيني أصابت “أمراء الحرب” الإسرائيليين بالسعار، وصاروا يعتبرون إسبانيا البلد العربي الحقيقي، وربما يرون في خوسيه مانويل ألباريس أقوى وأخطر وزير خارجية “عربي”، بينما وزراء الخارجية العرب، والعرب عموما، شعوبا وحكاما، مشغولون دائما وأبدا، و هذه الأيام هم مشغولون جدا بذبح أضحية العيد، في الوقت الذي تذبح آلة القتل الإسرائيلية إخوانهم في غزة كل يوم..  وكل ساعة.. وكل دقيقة.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )