أمريكا: أكذوبة واحدة تكفي..!

المساء اليوم – هيئة التحرير:

ينتمي دونالد ترامب إلى نفس الحزب الذي انتمى إليه الرئيس السابق جورج بوش الإبن، وقبله جورج بوش الأب، وهما اللذان تناوبا على تدمير العراق حتى حولاه إلى ركام من الحجارة.

لم يكن آل بوش في حاجة إلى كثير من الأعذار لتدمير العراق، فقد أُطلقت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل، ثم انتهى كل شيء، فأمريكا تعرف كيف تخلق الأكاذيب، وتعرف أكثر كيف ترغم العالم على تصديقها.

وقتها، لم يكن لدى العراق مشروع نووي، فقد دمرت إسرائيل المشروع النووي العراقي سنة 1981، بأوامر غربية طبعا، وانتهى كل شيء، لذلك تم خلق أكذوبة أسلحة الدمار الشامل لأن المشروع النووي لم يعد موجودا.

في الحالة الإيرانية لا تبدو أمريكا مهتمة كثيرا بما يقوله الإيرانيون، الذين رددوا كثيرا أنهم لا يعتزمون صنع قنبلة نووية، لكن الحقيقة أن القنبلة لا تهم كثيرا، فعندما يتوفر بلد ما على قدرة كبيرة في تخصيب اليورانيوم وامتلاك تقنية نووية عالية، فهذه هي القنبلة في حد ذاتها..!

أمريكا لا يهمها أن تكون إيران شيعية أو سنية أو بوذية، فقد دمرت العراق وشنقت رئيسها الذي وقف لسنوات طويلة ضد المد الشيعي، ما يهم أمريكا هو شنق الطموح العربي والإسلامي مهما كان مذهبه ومهما كانت توجهاته.

في كل التاريخ الأمريكي هناك الكثير جدا من الفظائع، ومنذ الحرب العالمية الثانية تدخلت أمريكا مباشرة أو قصفت عشرات البلدان ذات السيادة، ولو أن تلك البلدان العربية توقفت عن دفع الجزية لتعرضت بدورها للقصف.

ما يجري في إيران، إذن، مجرد تحصيل حاصل في عالم تعتبر فيه إسرائيل مجرد سكين طويل وضعه الغرب هناك لتحريكه في الوقت المناسب، ففي النهاية فإن الغرب هو من يأمر إسرائيل، وليس العكس، كما يعتقد كثيرون، لذلك عندما تعجز إسرائيل عن تنفيذ المهمة كما هو مطلوب منها، يتدخل الغرب مباشرة لإكمالها.

مع وجود إسرائيل لم يعد الغرب محتاجا لحروب صليبية يتحرك فيها مئات الآلاف من “المجاهدين النصارى” لذبح “الكفار المسلمين”، فالأمور تجري اليوم بطريقة أسهل وأكثر وضوحا.

وسط هذا الوضع لا يزال مئات الملايين من العرب يتفرجون ويرددون عبارة “اللهم اضرب الظالمين بالظالمين”،.. بينما لا يوجد في العالم كله أمة ظالمة لنفسها أكثر من هذه الأمة العربية الحمقاء.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )