المساء اليوم - هيأة التحرير: مرة أخرى يعود ادريس لشكر، إلى الواجهة، ليس لأنه الكاتب الأول لحزب عتيد اسمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بل فقط لأن اسمه إدريس لشكر. الانتخابات التي جرت يوم ثامن شتنبر أفرزت، في كال الأحوال، أغلبية واضحة من ثلاثة أحزاب، ولأول مرة يحس الناس، حتى الذين لم يشاركوا في الانتخابات، بارتياح واضح لأن الحكومة ستتشكل فقط من الأحزاب التي تمتلك الأغلبية المطلقة، أي أن المغرب وصل، أخيرا، إلى الاقتناع بأن بلقنة الحكومة بسبعة أو عشرة أحزاب ليست الحل. يكفي للحكومة، التي سيتزعمها حزب التجمع الوطني للأحرار، أن تتحالف مع حزبين آخرين، الاستقلال والبام، لكي تشكل أغلبية تشريعية وسياسية وقانونية، وأن تصطف الأحزاب الأخرى في المكان الذي تريد، في الوسط أو في المعارضة أو في أي "قنْت" تشاء.. ولكن... هل كان لا بد لحزب بتاريخ عريق اسمه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي قضى أكثر من نصف عمره في المعارضة والنضال، أن ينهض كاتبه الأول، ادريس لشكر، ليقوم بالتوسل والتسول، من أجل مناصب وزارية، يعرف جيدا أنه لا يستحقها لا سياسيا ولا تشريعيا ولا قانونيا، لأن الأغلبية اكتملت ولا حاجة إلى المزيد من البطون؟ لشكر، الذي بدأ بتمريغ أنف الاتحاد في الوحل منذ سنوات طويلة، لا يتورع عن المزيد من ممارسة السادية في حق حزب من حقه أن يحاول الاحتفاظ ببعض كرامته، ويعيد الاعتبار إلى نفسه، ولو صوريا من خلال الاصطفاف في المعارضة خلال الخمس سنوات المقبلة، لكي يعيد بعد المصداقية ليسار يحتضر. للأسف فإن لشكر يواصل عربدته السياسية ويتوسل المناصب الوزارية، بل منصبا وزاريا له على الخصوص، وينشر افتتاحيات التسول والتوسل في جريدة الاتحاد الاشتراكي، كما لو أن حزبه قطر به السقف، والغريب أن كل كوادر وأطر ومناضلي الاتحاد الاشتراكي يتفرجون، بينما حزبهم يتعرض "لبهدلة" غير مسبوقة. لو بقي عقلاء في هذا الحزب التاريخي فهذه ساعتهم لكي يرفعوا صوتهم بعبارة "اللهم إن هذا منكر".. وإذا استمروا في الصمت.. فليدفنوا هذا الحزب سريعا.. فإكرام الميت دفنه.