اغتيال شيرين.. جريمة النفاق العالمي

المساء اليوم – هيأة التحرير:

لا يمكن أن يفعلها أحد سوى إسرائيل.. فلا يمكن لمجرم أن يقتل ضحيته ثم يطارد جنازته. حتى أعتى المجرمين وأكثرهم جنونا وحمقا لا يمكنه أن يفعل ذلك.

إسرائيل اغتالت الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة بدم بارد جدا، كما يفعل أفراد العصابات المحترفة.

وكما نشاهد في أفلام المافيا المتوحشة، فإن المجرم يطارد الضحية ويقتل مشيعيه ويفسد جنازته.. شاهدنا ذلك في أفلام كثيرة واعتقدنا أن ذلك مبالغة مقيتة من السيناريست والمخرج.. وفي النهاية اكتشفنا أن إسرائيل تتفوق على أعتى المجرمين وتتجاوز بسنوات ضوئية كتاب سيناريو أفلام الرعب.

كثيرا ما قالوا إن إسرائيل دولة مارقة، لكننا نكتشف باستمرار أنها دولة لا علاقة لها بالإنسانية أصلا، فالمروق يكون لبني البشر الذين يتجاوزون أحيانا القيم الإنسانية ثم يعودون إلى رشدهم، لكن إسرائيل لا تدخل أصلا في إطار الإنسانية.

اغتيال الصحافية شيرين لم يكن مجرد جريمة بشعة ومقرفة لكيان يخاف من ظله، بل كان نقطة فاصلة لكل الذين ينامون على الأوهام ويتصورون أنه من الممكن التعايش مع كيان عنصري ومحتل وغاصب، فإسرائيل لا يمكنها أن تحترم أي شيء، لا الروح الإنسانية ولا الجثامين ولا الجنائز، وفوق هذا وذاك تريد أن تشارك في تحقيقات الجريمة..!

الجريمة لم تكن سوى فصل آخر أكثر فظاعة في سلسلة الجرائم الإسرائيلية الطويلة، أمام عالم لا يهش ولا ينش أمام حكام تل أبيب، عالم منافق بكل المقاييس، عالم يرى ما يشاء ويغمض عيونه على ما يشاء..

الجريمة ليست إسرائيلية فقط.. بل جريمة عالمية.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )