الأحزاب المغربية بين القيادة الجماعية ومنطق الجماعة..!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

عندما اختار حزب “الأصالة والمعاصرة” ما يسمى القيادة الجماعية فإن ذلك كان مجرد تحصيل حاصل، فهذا الحزب لم يكن يوما خارج “القيادة الجماعية”، وحتى عندما كان يسيره عبد اللطيف وهبي أو إلياس العماري أو الشيخ بيد الله فإن الذي يتحكم في دواليب الحزب هي “الجماعة”، ولكل حزب جماعته حتى لو كانت خفية.

واليوم يدور نفس الكلام حول حزب الاستقلال، الذي تدور داخله صراعات بين تيارات مختلفة، أهمها التيار الفاسي والتيار الصحراوي، فبدأ الحديث عن قيادة تتشكل من ممثل الفاسيين، نزار بركة، وممثل الصحراويين، النعم ميارة، مع قائد ثالث أو رابع يمثل حساسيات أخرى داخل حزب علال الفاسي.

لكن متى كان حزب الاستقلال خاليا من صراع التيارات الداخلية..!؟ فمنذ تأسيس هذا الحزب وهو يتمخض فيلد، إلى درجة أنه أصبح شبيها بالجدة الولود.

وفي الاتحاد الاشتراكي كانت القيادة جماعية حتى مع القيادة الفردية. ونتذكر ما حدث سنوات التسعينيات للقيادي الاتحادي الراحل عبد الرحمن اليوسفي ومنافسه على القيادة محمد اليازغي، إلى درجة أن اليوسفي ترك الجمل بما حمل وغادر البلاد.

واليوم، هل يعتبر إدريس لشكر فعلا القائد الأوحد للاتحاد الاشتراكي..!؟ إن ما يفعله هو مجرد تدبير لشؤون المصالح المتداخلة وتوفيق بين التيارات المتصارعة، بينما فقد الحزب كل إشعاع خارجي.

وفي أحزاب مثل “الحركة الشعبية” لا يمكن لأمينه العام محمد أوزين أن يعتبر نفسه القائد الأوحد للحزب، ففي أي مكان أو لقاء يتجه إليه يجد أن محمد العنصر قد سبقه، ولا يزال هذا الأخير يتصرف وكأنه الرئيس الحقيقي للحركة الشعبية.

في أحزاب كثيرة أخرى توجد “قيادة جماعية” حتى بوجود “قائد” واحد، فالأحزاب المغربية صارت شبيهة بالجماعات السرية أو شبه السرية sectes التي تستعين على قضاء حوائجها بالكتمان، فلم يعد هناك نضال من أجل الوطن، بل فقط نضال من أجل قضاء المصالح.

لقد كانت الأحزاب المغربية، ولا تزال، خاضعة لمنطق تسيير الجماعة حتى في غياب القيادة الجماعية، ففي البداية والنهاية فإن الأمر يتعلق بلعبة تدبير المصالح.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )