الإضراب المجزرة..!

المساء اليوم – هيأة التحرير:

خرجت ما يسمى تنسيقية التعليم ببيان عنتري تؤكد فيه إصرارها على استمرار الإضراب، من دون أن تنسى توجيه “تحية نضالية لكل الذين نجحوا في تنفيذ هذه المجزرة، والمقصود هذا الإضراب العبثي الذي يضرب في الصميم حقوق ملايين التلاميذ المغاربة في التعلم، وهو حق ذهب أدراج الرياح لأن هؤلاء التافهين من النقابيين وتوابعهم يلهثون وراء حفنة من الدراهم ويسمون ذلك “كرامة الأستاذ”!

البيان الأخير مثير في الكثير من تفاصيله، لكن الأكثر إثارة هو أن عدد النقابات والهيآت الموقعة عليه 23، أي أنها أكثر من فرق الليغا الإسبانية في زمن الدكتاتور فرانكو، والغريب أن كل نقابة يمثلها خمسة نقابيين أو أكثر في المفاوضات، وإذا ضربنا رقم 23 في 5 فسنحصل على جيش من المعتوهين الذين لا يدركون أبدا حجم وهول المجزرة التي يقترفونها في حق المغاربة.

من جانب آخر نرى الضعف الكارثي، ليس لوزير التعليم شكيب بنموسى، وليس للحكومة فقط، بل لدولة بكاملها لم تعرف إعادة الأمور إلى نصابها منذ البداية، فتركت حفنة من النقابات الانتهازية تقود مستقبل التعليم إلى كارثة محققة.

ما يجري اليوم ينضاف إلى ما سبق من إضرابات ماراثونية في المواسم السابقة ضد ما يسمى نظام التعاقد، ومن الأكيد أن عشاق العطل والإضرابات لن يعدموا وسيلة للبحث عن إضرابات أخرى طويلة المدى في السنوات المقبلة.

المشكلة أن قطاع التعليم صار يكتظ في السنوات الأخيرة بكل النقائص والعاهات، وتدنى مستوى المدرسين بدرجة مخيفة، وصار المعلم أو الأستاذ لا يستطيع كتابة جملة صحيحة، ورحم الله وزير التعليم الأسبق محمد الوفا، الذي عرى عن مثالب مخيفة من ضعف المدرسين الذين كانوا في الماضي بدرجة نبلاء فصاروا إلى ما صاروا عليه اليوم.

سنضطر مرة أخرى للقول إننا لا نعمم، وأن عقلاء هذا القطاع لا يزالون موجودين، لكن أين هم؟ ولماذا تركوا جيشا من الحمقى يقودون البلاد نحو سكتة قلبية تعليمية!؟

تمنينا لو أن رجلا أكثر صرامة يقود هذا القطاع، كما كان من قبل محمد الوفا ومحمد حصاد وغيرهما، لكن لوبي الفساد داخل قطاع التعليم يريد وزيرا ضعيفا، ليس فقط من أجل جعله حائطا قصيرا، بل من أجل التغطية على مظاهر الفساد الخطيرة التي تنخر هذا القطاع منذ سنوات طويلة، وهذه النقابات جزء رئيسي من هذا الفساد..  بل هي الجزء الأكبر.

للأسف فإن الجسم التعليمي سيربح ما يريده من دراهم، لكنه سيخسر كنزا كبيرا متمثلا في ثقة وتقدير المغاربة.. فقد انهارت هذه الثقة إلى الأبد.

أضف تعليقك

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

تعليقات ( 0 )