المساء اليوم - ع. الدامون: بعد أن تخفت حلاوة الإنجاز المغربي الكبير في مونديال قطر، وبعد الاحتفاء بلاعبي المنتخب المغربي الذين صنعوا ملحمة حقيقية لم يوقفها سوى التواطؤ، ينبغي أن نحاسب أغنياء الحرب، الذين كانوا يهدمون، عن سبق إصرار، ما يبنيه اللاعبون الأشاوس. ما جرى في قطر من فضائح تخص بيع التذاكر المجانية في السوق السوداء، أو تنظيم الخطوط الملكية المغربية لعشرات الرحلات بين المغرب وقطر لجمهور بلا تذاكر، كل هذا ينبغي التحقيق فيه بصرامة والضرب بيد من حديد على عصابة الجشع التي كادت تهدم كل ما حققه المغرب من إنجازات في هذا المونديال الاستثنائي. ليس هناك أمام السلطات في المغرب، بمختلف تشكيلاتها، أي عذر لكي تتجاوز عن هذه الفضائح، ولا يمكن بأي حال من الأحوال ترك الحبل على الغارب في قضية تهم سمعة الوطن والمغاربة. ما قام به حفنة من اللصوص في قطر بإعادة بيع آلاف التذاكر المجانية بأسعار خيالية لا يتطلب المحاسبة فقط، بل يتطلب إيقاع أقصى وأقسى العقوبات بهؤلاء الأنذال الذين حولوا فرحة وطنية كبرى إلى مناسبة لملإ جيوبهم بالمال على حساب مغاربة كل ذنبهم أنهم أحبوا وطنهم ومنتخبهم وتوجهوا نحو قطر بحثا عن مكان تحت شمس المونديال. يخطئ من يظن أن كل المغاربة الذين توجهوا نحو قطر لتشجيع المنتخب المغربي هم من الأغنياء والمهربين، أو حتى من الطبقة الوسطى، الكثيرون حصلوا على قروض وجمعوا تكاليف السفر بشق الأنفس، وفي النهاية وجدوا أنفسهم أمام مافيا خطيرة، أفرادها مغاربة للأسف، وهم يتاجرون في بني جلدتهم، بجشع قل نظيره. تصوروا أن أسرة من أربعة أفراد، أب وأم وطفلين، سافروا إلى قطر كلهم بخمسة عشر ألف درهم، وهناك كان عليهم أن يدفعوا خمسة ملايين سنتيم من أجل أربعة تذاكر لمباراة واحدة للمنتخب المغربي.. بينما التذاكر منحتها الحكومة القطرية بالمجان لجامعة الكرة والسفارة المغربية!! لن نذكر الأسماء ولا الصفات، فهذا الأمر من مهام الأمن والقضاء، لكن مواقع التواصل تزدحم بالاتهامات لأشخاص معينين، وهناك أيضا تسجيلات صوتية لا يعز الوصول إلى أصحابها، وكل ما يمكن فعله الآن هو فتح تحقيق فوري وصارم، لأن ما فعله هؤلاء الأوغاد هو بمثابة خيانة عظمى..