المساء اليوم - أ. خمليشي: عاد الجدل مجددا إلى دواليب فريق اتحاد طنجة لكرة القدم، بعد تعاقد المكتب المؤقت للفريق مع مدرب جديد، لمدة سنتين ونصف السنة، علما أن المكتب المؤقت لم يتبق له سوى ثلاثة أشهر من أجل ترك مهامه. وأثار تعاقد اللجنة المؤقتة مع المدرب الأرجنتيني، ميغيل أنخيل غاموندي، استغرابا في الأوساط الكروية بالمدينة، على اعتبار أن ما جرى يكرس نظرية الإغراق التي يتعرض لها الفريق، على المستويين الرياضي والمادي، في الوقت الذي قالت مصادر مقربة من الفريق إن هذا التعاقد يهدف إلى بناء مشروع رياضي حقيقي في الفريق، وأنه من الممكن فسخ العقد مع المدرب نهاية الموسم من دون أية التزامات مادية. ولم تكشف اللجنة المؤقتة عن قيمة العقد ولا عن راتب المدرب أو رواتب مساعديه، خصوصا المساعد الرئيسي لغاموندي، طارق شهاب، الذي يرافق المدرب الأرجنتيني في كل الفرق الكثيرة التي ارتحل إليها داخل المغرب في السنوات الأخيرة، في الوقت الذي تقول مصادر "المساء اليوم" إن قيمة العقد مع غاموندي "عادية"، وأنه لم يتم الكشف عن الراتب لأسباب مرتبطة بسرية العقود، مثلما يحدث عادة في النوادي المغربية والعالمية. وكانت اللجنة المؤقتة لتسيير فريق اتحاد طنجة، التي يطلق عليها "لجنة الإنقاذ"، والتي عينها الوالي محمد مهيدية، أصدرت مؤخرا بيانا تعلن فيه التعاقد مع ميغيل غاموندي، حيث تضمن البيان كلمات مقتضبة تقول إن "اللجنة المؤقتة المكلفة بتسيير أمور فريق اتحاد طنجة لكرة القدم تعلن أنها تعاقدت مع المدرب الأرجنتيني ميغيل أنخيل غاموندي ليشرف على الفريق الأول بعقد يمتد لموسمين ونصف". وأضاف البيان "ويتكون الطاقم التقني المساعد لغاموندي من جعفر الركيك وطارق شهاب وعبد الواحد بلقاسم كمساعدين، ورشيد بلج مساعدا بدنيا، ومحمد بيسطارة مدربا للحراس". ولم يتضمن بيان اللجنة أية إشارة إلى الشروط المادية للتعاقد مع غاموندي، وهو ما أثار الكثير من التساؤلات حول الشروط المادية للعقد في ظل معاناة الفريق من أزمة مادية غير مسبوقة بسبب سوء تدبير المرحلة السابقة. وبسبب "غموض" البيان، ساد لغط في الشارع الطنجي حول إقدام "اللجنة المؤقتة" على هذه الخطوة التي اعتُبرت غير قانونية، على اعتبار أنه "لا يحق مطلقا للجنة مؤقتة تزاول عملها لبضعة أشهر أن تبرم عقدا مع مدرب لسنتين ونصف"، بينما قالت مصادر أخرى إن الإعلان عن التعاقد لسنتين ونصف لا يلزم الفريق بأداء أية مستحقات في حال تقرر الاستغناء عن المدرب نهاية الموسم، وأن هذه المدة تروم فقط منح المدرب شروطا موضوعية ونفسية تدفعه إلى تحقيق مشروع رياضي قد يتطلب وقتا. ووتتخوف جماهير اتحاد طنجة من تكرار الأخطاء السابقة المتمثلة في رهن الفريق في قفص الأزمة لمدة طويلة، عبر التعاقدات العشوائية وغير القانونية، مع ضرورة أن تقوم اللجنة المؤقتة الحالية بفتح الأبواب أمام وجوه جديدة لتسيير الفريق ببرنامج جديد واضح المعالم مبني على إخراجه من الديون وبناء فريق قوي تنافسي وإعادة هيكلة تقنية تنتج لاعبين محليين قادرين على تمثيل المدينة". كما تتخوف جماهير اتحاد طنجة من أن يكون التعاقد مع غاموندي شبيها بالتعاقد مع المدرب بيدرو بنعلي، الذي تسلم مؤخرا قرابة 160 مليون سنتيم من الفريق، بعد الاستغناء عنه، حيث تقدم بشكاية إلى "الفيفا" التي طالبت الفريق الطنجاوي بأداء 180 مليون سنتيم للمدرب، قبل أن يتنازل هذا الأخير عن مبلغ 20 مليون فقط، بعد تدخلات كثيرة، على رأسها تدخل ولاية طنجة. يذكر أن التعاقد مع غاموندي لم يكن محط إجماع بين أعضاء لجنة تصريف أعمال اتحاد طنجة، المشكلة من 16 عضوا، حيث طالب البعض بالتصويت على قرار التعاقد وإنجاز محضر قانوني بذلك، غير أن أعضاء باللجنة، على رأسهم ادريس حنيفة ونصر الله كرطيط، رفضوا ذلك، وقرروا التعاقد مع المدرب الأرجنتيني من باب فرض الأمر الواقع على الجميع.