المساء اليوم- أ. فلاح: عندما انسحبت الملاكمة الإيطالية، أنجيلا كاريني، من الحلبة بعد 30 ثانية فقط من بدء نزالها أمام "الجزائرية إيمان" خليف، في منافسات أولمبياد باريس، فإن ذلك كان رسالة واضحة للجميع بأن هناك شيئا ما غير عادي في هذه المباراة. الملاكمة الإيطالية قالت إن ما يجري ليس عدلا، وإنها انسحبت من النزال لأنها خشيت على نفسها من ضربات رجالية قوية من "إيمان"، هذه الملاكمة التي سبق منعها في بطولة العالم للملاكمة بسبب جيناتها الرجالية القوية، وهي الآن تشارك في أولمبياد باريس وتضرب امرأة تلو الأخرى..! والمثير أن الإيطالية مارين ليست ملاكمة عادية، بل حصلت على الرتبة الثانية عالميا وتعتبر من أقوى الملاكمات في وزنها (66 كلغ)، لذلك عندما تقول إن لكمات "الجزائرية إيمان" ليست عادية فمعنى ذلك أن هناك رجلا في أولمبياد باريس يضرب النساء خارج قوانين الرياضة..! ما جرى تطلب تدخلا شخصيا من رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، التي عبرت عن تضامنها مع الملاكمة الإيطالية وطالبت بمنع "الرجال" من المشاركة في منافسات خاصة بالنساء، في إشارة صريحة إلى الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي يسميها الكثيرون "الشاب أيمن". كما أن ما جرى جعل الكثيرين يصفون ما جرى بأنها أكبر فضيحة في أولمبياد باريس، بل وفي كل التظاهرات السابقة، والدليل على ذلك أن منافسات إيمان خليف قد ينسحبن من منازلتها، وبذلك ستسير الجزائري"ة" لنيل الميدالية الذهبية من دون خوض باقي المباريات. ومقابل كل هذا الجدل، فإن الجزائر تفرك يديها فرحا بضمان ميدالية، على الأقل، في مونديال باريس، ومن الأكيد أن وسائل الإعلام الجزائرية ستستخدم الميدالية المقبلة بشكل مكثف من أجل التطبيل للإنجازات الرياضية في البلاد، وقد تحشر المغرب في الموضوع في حال عدم حصوله على ميداليات، وفي النهاية فإن إيمان خليف ستعود إلى الجزائر ويتم استقبالها كبطل، عفوا، كبطلة حقيقية. لكن مقابل كل هذا الهوس بميدالية في مونديال باريس، فإن الجزائر لا تدرك أنها صارت أضحوكة، ووسائل الإعلام العالمية توجه انتقادات حادة للمسؤولين الجزائريين لأنهم أرسلوا "الشاب أيمن" لضرب النساء في أولمبياد باريس، لأن ما يجري ليس منافسة عادلة بين نساء ملاكمات، بل هناك رجل جزائري يتظاهر بأنه امرأة ويحول حلبات الملاكمة إلى فضيحة.