المساء اليوم - طنجة: تسبب الرئيس السابق لمقاطعة طنجة المدينة واتحاد طنجة في بلبلة كبيرة بعد أن أصر على الحصول على جواز سفر جديد من دون تسليم جوازه المنتهي الصلاحية، في سابقة غير معهودة في هذا المجال. وأدى هذا السلوك الغريب إلى قيام سلطات طنجة بمعاقبة موظف بريء، هو رئيس قسم الجوازات بالدائرة السادسة، الموجودة بمنطقة "قواسم"، والذي لم يقم سوى بتطبيق القانون. ووفق مصادر مطلعة فإن الشرقاوي كان قد تقدم بملف إلى الدائرة السادسة لتجديد جواز السفر، وتم إرسال الملف لمصلحة الجوازات بولاية طنجة، والتي لاحظت غياب الجواز المنتهي الصلاحية، فوضعت علامة بذلك، في انتظار تسليم الجواز القديم. وتضيف المصادر أن الشرقاوي بدا مصرا على الحصول على الجواز الجديد من دون تسليم جوازه القديم، وهو خرق فاضح للقانون، لأنه في هذه الحالة سيتوفر على جوازين في وقت واحد، خصوصا إذا كان الجواز القديم لا تزال صلاحيته ممتدة لبعض الوقت أو يتوفر على تأشيرة سفر مستمرة الصلاحية. والمثير أن الشرقاوي لم يكتف بالإصرار على "الجوازين"، بل اتهم ولاية طنجة بمحاولة التضييق عليه وعدم منحه جواز السفر، وهو ما تلقفته عدد من المنابر الإخبارية ونشرت وجهة النظر الوحيدة للشرقاوي، الذي لم يكن شجاعا بما يكفي للكشف عن السبب الحقيقي لتأخر منحه جواز السفر. وعوض أن يكشف الشرقاوي عن السبب الحقيقي لما جرى، فإنه حاول إعطاء الانطباع بأنه مستهدف، وأن تأخير منحه جواز السفر يأتي تبعا لمسطرة العزل التي شملته من قبل، والتي حرمته من رئاسة مقاطعة طنجة المدينة، بالإضافة إلى ابتعاده عن رئاسة اتحاد طنجة وعن نيابة العمدة. ووصف الشرقاوي ما حدث بأنه يدخل في نطاق التضييق عليه، وأنه "سيظل مخلصا للملك والوطن"، وهي عبارات حاول أن يستخدمها كنوع من المظلومية، علما أنه كان يجب أن يسرع بتسليم جوازه القديم وينتهي الموضوع فورا. ولم تنته الإثارة عند هذا الحد، بل إن الخطأ استمر، و هذه المرة من جانب سلطات طنجة، التي سارعت إلى عزل الموظف المسؤول عن مصلحة الجوازات بالدائرة السادسة، والذي لا دخل له في كل ما جرى، بل إنه لم يكن حاضرا عندما قدم الشرقاوي ملفه، غير أن السلطات حاولت البحث عن كبش فداء وإرضاء الشرقاوي عوض تطبيق القانون. ومن المنتظر أن يتدخل والي جهة طنجة، يونس التازي، من أجل إعادة الأمور إلى نصابها وإنصاف الموظف الذي تعرض لعزل ظالم، والاعتراف بالمسؤولية المباشرة للشرقاوي الذي أراد أن يكون له قانون خاص يمنحه حق الاحتفاظ بجوازه القديم والحصول على جواز جديد. وفي حال عدم تحرك ولاية طنجة لإعادة الأمور إلى نصابها، فإن ما جرى سيعتبر سابقة خطيرة، وبناء عليه سيحق لكل المواطنين المغاربة الحصول على جوازات سفر جديدة من دون تسليم جوازاتهم القديمة، وهذا شيء على قدر كبير من الخطورة.