المساء اليوم - مرتيل: بضعة أسابيع فقط على عزل رئيسها السابق، مراد أمنيول، وانتخاب رئيس جديد، تشهد جماعة مرتيل تحولا إداريا ملحوظا وغيابا ملفتا للسماسرة. ومع بداية ولاية الرئيس الجديد، العربي المرابط، اختفى سماسرة الواجهات ومتاجرو المرتفقين بشكل مفاجئ من محيط مقر الجماعة. ويرى متتبعون للوضع في الجماعة أن هذا التغيير يأتي في إطار سياسة الانضباط والشفافية التي يتبناها الرئيس الجديد، والتي تهدف إلى تفكيك شبكات الاستغلال غير الرسمي التي كانت تثقل كاهل المرتفقين لسنوات. وتظهر مؤشرات التحول من خلال مظاهر ملموسة، أبرزها الالتزام بالمواعيد الرسمية، حيث لوحظ توافد الموظفين على مكاتبهم مع بداية الدوام الرسمي في الساعة التاسعة صباحا. كما بدأ المرتفقون يلمسون سلاسة أكبر في إنهاء معاملاتهم، مع تراجع ملحوظ في الحاجة إلى وساطة غير رسمية كانت تفرض رسوما إضافية في السابق. من جهة أخرى، يرى مراقبون أن مثل هذه الإصلاحات، رغم إيجابيتها الواضحة، تواجه اختبار الاستمرارية في ظل وجود لوبيات ضغط ستحاول العودة إلى الوضع السابق، خصوصا وأن تجارب سابقة في العديد من الجماعات أظهرت أن سياسة الحزم الأولية قد تتراجع بمرور الوقت مع بروز ضغوط أو امتيازات مرتبطة ببعض الجهات. وعموما، فإن المشهد الحالي في جماعة مرتيل يقدم نموذجا لبداية ممكنة للتغيير، تُختصر ركائزها في الحكامة الجيدة والخدمة العمومية النزيهة.